اسم مختلف وضحية جديدة… عنف الشرطة الأمريكية يطلق العنان لاحتجاجات واسعة
حادثة عنف جديدة للشرطة الأمريكية أثارت موجة احتجاجية اندفع خلالها مئات الأشخاص إلى الشوارع في مدينة نيويورك، للمطالبة بوضع حد لممارسات رجال الشرطة الإجرامية، بحق الأقليات من أصول أفريقية ولاتينية.
الاحتجاجات خرجت هذه المرة للمطالبة بتحقيق العدالة لشاب من أصل أفريقي (تاير نيكولز)، الذي تعرض للضرب حتى الموت على أيدي خمسة من ضباط الشرطة في مدينة ممفيس الأمريكية، ليكون أحدث ضحايا عنف الشرطة الأمريكية.
المتظاهرون طالبوا حسب وسائل إعلام أمريكية بـ “إنهاء استخدام الشرطة للقوة”، وحملوا عبارات كتب عليها “رجال الشرطة القتلة” و”العدالة لتاير نيكولز”، لكن هذه العدالة يبدو أنها لن تتحقق في ظل غياب قرارات حاسمة من قبل الإدارة الأمريكية والانقسامات الكبيرة بشأن السلطات الممنوحة للشرطة على خطوط الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بيري بيكون جونيور قال تعليقاً على مقتل نيكولز: إن هذه الجريمة ما هي إلا تذكير بأن علينا أن نغير منظومة الشرطة في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الحادثة الجديدة ما هي إلا مثال فظيع على وحشية الشرطة.
بيكون أوضح أن طرد ضباط الشرطة الذين قتلوا نيكولز وتوجيه تهم لهم لا يعتبر دليلاً على أن منظومة الشرطة تعمل بشكل جيد، فالرجل قتل على يد أشخاص مكلفين بالحفاظ على حياة المدنيين وليس أخذها، ومهما فعل نيكولز وهو قيادة السيارة بتهور، لا يجب أن ينتهي بالموت على أيدي مسؤولين يمثلون الحكومة الأمريكية في بلد تزعم أنها قائدة الديمقراطية في العالم.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من ألف شخص يقتلون سنوياً على يد الشرطة الأمريكية، حيث يفوق هذا الرقم عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم بشكل رسمي بعد إجراءات مكثفة من المحاكمات والاستئنافات، مبيناً أن جرائم قتل الشرطة أسهل بكثير، وغالباً ما تستهدف الأقليات الفقيرة من سود ولاتينيين.
وبعد سلسلة جرائم ارتكبتها الشرطة الأمريكية بحق أمريكيين من أصل أفريقي بمن فيهم جورج فلويد وبريونا تايلر وغيرهم الكثير من البالغين وحتى الأطفال، تصاعدت المطالبات بوقف تمويل الشرطة أو تفكيك أجهزتها، لكن الانقسامات السياسية بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الجمهوري والديمقراطي وقفت عائقاً دون سن قوانين جديدة أو اتخاذ قرارات حاسمة، لإنهاء عنف الشرطة الأمريكية وممارساتها بحق المدنيين من الأقليات.
وهنا أكد بيكون أن منظومة الشرطة في الولايات المتحدة معطلة لا تعمل، والجميع يدرك هذه الحقيقة، ويجب على السياسيين الأمريكيين جمهوريين كانوا أو ديمقراطيين أن يفعلوا كل شيء لوقف جرائم القتل التي يرتكبها رجال الشرطة بدلاً من الاستمرار بممارسة الألعاب السياسية على خطوط الحياة والموت.
سانا