سلايدشريط الأخبارمنوعات

قانون الأمان على الإنترنت يهوي بإيرادات منصات التواصل الاجتماعي

تتوقع شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن إجراءات التحقق من العمر الواردة في قانون الأمان على الإنترنت في المملكة المتحدة ستقلل من أعداد المستخدمين، ما سيلحق الضرر بإيرادات الإعلانات على المنصات بما في ذلك “تيك توك” و”إنستجرام”.

قال أشخاص معنيون بالسياسة في شركات التواصل الاجتماعي الرائدة إن التشريع الذي طال انتظاره، الذي سيدخل مراحله النهائية في مجلس العموم الأسبوع المقبل، لن يزيل المستخدمين القاصرين من المنصات فحسب، بل أيضا سيثبط الأفراد الذين لا يحددون هويتهم في حساباتهم أو لديهم مخاوف بشأن الخصوصية.

يأتي الخوف من انخفاض أعداد المستخدمين في الوقت الذي تتعامل فيه المنصات مع انخفاض إيرادات الإعلانات، التي تعد مصدردخلها الأساس، الناجم عن التباطؤ الاقتصادي العالمي، ومع تقديم التشريع حول العالم الذي يفرض مطالب جديدة صارمة على عمالقة التكنولوجيا لمراقبة المحتوى على منصاتها.

قال أحد الأشخاص المطلعين على الإعلان في “إنستجرام”، “مزيد من التدقيق في المستخدمين يعني عددا أقل من المستخدمين. هذا يعني عددا أقل من المستخدمين لتوجيه الإعلان لهم، ومخزونا أقل ونقرات ومشاهدات أقل للأعمال”.

في 2022، نمت إيرادات شركة ميتا، التي تملك “فيسبوك” و”إنستجرام”، وشركة سناب بأبطأ وتيرة منذ طرح الشركات للاكتتاب العام في 2012 و2017، على التوالي، بينما خفضت شركة تيك توك أيضا أهداف الإيرادات العالمية 20 في المائة.

يعد مشروع قانون المملكة المتحدة، الذي يهدف إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت وإزالة جميع المحتويات غير القانونية، في مقدمة أجندة تنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى على مستوى العالم، إلى جانب قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي.

لا تسمح منصات “تيك توك”، و”إنستجرام”، و”فيسبوك” و”سناب شات” إلا للمستخدمين الذين تزيد أعمارهم على 13 عاما على منصاتها، لكن القانون المقترح سيتطلب من الشركات فرض قيود أكثر صرامة، بما في ذلك شرح الإجراءات في شروط الخدمة الخاصة بها. كما ستتمتع هيئة التنظيم البريطانية “أو فكوم” بسلطة فرض غرامات باهظة على الشركات التي لا تمتثل للقواعد الجديدة.

قالت الإدارة الحكومية البريطانية المسؤولة عن مشروع القانون إن هناك تأييدا عاما لإبقاء الأطفال دون السن القانونية خارج المنصات.

قالت وزارة الشؤون الرقمية، والثقافة، والإعلام والرياضة، “يمكن للشركات استخدام مواردها الهائلة وإبداعاتها لتطوير حلولها الخاصة أو استخدام مجموعة من تكنولوجيات التأكد من العمر المتوافرة بالفعل التي تحمي خصوصية الأشخاص وتستخدم في صناعات أخرى”.

تتضمن عمليات التحقق من العمر الحالية للمنصات مطالبة المستخدمين بتاريخ ميلادهم وفحص النص في التعليقات، والمنشورات والتعريف القصير في الحسابات لإيجاد أي شيء قد يشير إلى العمر.

يتضمن التحقق الإضافي طلب الهوية أو استخدام عملية تقدير العمر عبر تكنولوجيا مسح الوجه. ويمكن لمستخدمي “إنستجرام” أن يختاروا تحميل صورة لهويتهم، أو صورة سلفي فيديو للوجه لمسحه ضوئيا أو مطالبة الأصدقاء المشتركين بتأكيد أعمارهم.

إلا أن منصتي “سناب شات” و”تيك توك” أعربتا عن مخاوفهما من أن تكنولوجيا تقدير العمر الحالية غير موثوقة.

كما حذرت شبكات التواصل الاجتماعي الرائدة الحكومة من أن عمليات التحقق من الهوية ستستبعد الأشخاص الذين ليس لديهم هوية أو الذين لديهم أسباب مشروعة لعدم رغبتهم في مشاركتها، مثل الناجين من العنف المنزلي.

قالت نونا فاراهنيك ياديجار، مديرة سياسة المنصة في “سناب”، الشركة الأم لموقع سناب شات، “إننا نتحدث عن قضايا جدية حول جمع البيانات والخصوصية، إلى جانب التأثير المحتمل غير المتناسب للحاجة إلى جمع هذه البيانات من مجموعة سكانية ليس لدى جميعها هوية ومجتمعات لا تملك هوية.

ما يزيد قليلا على 70 في المائة من الأطفال في سن 13 عاما لديهم جوازات سفر بريطانية سارية، وفقا لحسابات “يوتي”، شركة بريطانية لتكنولوجيا تقدير الأعمار، بناء على طلبات حرية المعلومات.

في تعليقات نشرتها شركة ميتا هذا الأسبوع، قال نيك كليج، رئيس الشؤون العالمية للشركة، إن تحسين أمان الأطفال عبر الإنترنت هو “مجال أعتقد أنه من المشروع والطبيعي تماما أن تتصرف فيه الهيئات التنظيمية”.

لكن شركة ميتا قالت في عرض قدمته إلى مشروع قانون الأمان على الإنترنت في حزيران (يونيو) العام الماضي، إن التدابير البريطانية تخاطر “بتقسيم مساحة الإنترنت في المملكة المتحدة إلى ثلاث طبقات، البالغين الذين تم التحقق منهم، والبالغين الذين لم يتم التحقق منهم، والمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما”، ويمكن أن تستبعد “الأشخاص اليافعين البريطانيين من القدرة على المشاركة في العالم الرقمي بحرية وأمان”.

إضافة إلى تقييد الوصول إلى أنواع معينة من المستخدمين، قال شخص مطلع على السياسة العامة في “تيك توك”، إن الشركة قلقة بشأن كيفية تأثير مشروع قانون الأمان على الإنترنت في تجربة المستخدم.

سيتم تقليص صفحة “من أجلك” في منصة “تيك توك”، التي توصي بمقاطع الفيديو والمحتوى من جميع أنحاء العالم، إلى مجموعة أصغر بكثير من المحتوى إذا اختار الأشخاص مشاهدة المستخدمين الذين يتم التحقق منهم فقط.

قال موظف من شركة تيك توك إن هذا من شأنه أن يضر بحرية التعبير على التطبيق ويؤدي إلى “فقاعات التصفية”، حيث يرى المستخدمون قدرا محدودا من المحتوى من مستخدمين تم التحقق منهم ولديهم اهتمامات مشابهة.

توفر كثير من الشركات، بما في ذلك شركة جوميو الأمريكية وشركة فيرف الإستونية، التكنولوجيا للتحقق من الهويات، لكن تكنولوجيا تقدير العمر، التي يمكن أن تتضمن مسح الوجه أو تدابير التحقق اليدوية، آخذة في الظهور في هذا القطاع.

يتقاضى مقدمو الخدمة نحو 0.10 جنيه استرليني لكل عملية مسح ضوئي للوجه، وفقا لبيان التأثير الحكومي لمشروع قانون الأمان على الإنترنت، على الرغم من أنه يمكن تقليل هذا بالنسبة إلى أعداد أكبر من المستخدمين.

قامت “فيسبوك ديتنج”، و”إنستجرام” ومواقع أخرى أخيرا بالتعاقد مع شركة يوتي لإجراء عمليات مسح للوجه والتحقق من العمر. قال أحد مواقع التواصل الاجتماعي للبث المباشر يستهدف المراهقين في المقام الأول، إنه شهد انخفاضا يراوح بين 10 و20 في المائة في عدد المستخدمين منذ أن تم تقديم تكنولوجيا يوتي في أيار (مايو).

قالت شركة يوتي إنها يمكن أن تقيم بدقة الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ستة و11 عاما على أنهم أقل من 13 عاما في 98.9 في المائة من الحالات، لكن هناك نطاقا خطأ لمدة عامين بالنسبة إلى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما، مع احتمال عدم تقييم الأطفال غير البيض بشكل صحيح.

اقترح الأشخاص المطلعون على السياسة العامة في موقعي “سناب شات” و”تيك توك” أن عملية التحقق من العمر يمكن أن تتم على مستوى متجر التطبيقات، الذي من شأنه أن يلقي بالمسؤولية على مزودي الخدمة مثل شركتي “أبل” أو “جوجل” بدلا من المنصات نفسها.

قال توني ألين، الرئيس التنفيذي لمدقق الحسابات المستقل لبرنامج التحقق من العمر، “يكمن قلق شركات التكنولوجيا في أنه من خلال القيام بذلك، سينتهي بها الأمر بعدد أقل بكثير من المشاهدين بالنسبة إلى المعلنين، ما سيقلل بشكل كبير من إيراداتها. حجتي هي أنها ستتكيف مع الأمر إذا تم تطبيق ذلك في جميع أنحاء السوق”. رفضت شركتا “تيك توك” و”ميتا” التعليق.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى