تذمر أوروبي يتصاعد من امريكا : تبيعوننا الغاز بأسعار فلكية !
العميد برس – متابعة
تزايدت الانتقادات الأوروبية للولايات المتحدة بشأن بيعها الغاز بأسعار مرتفعة وصلت أربعة أضعاف السعر المقدم لصناعتها المحلية حسب ماجاء في ” وكالات “.
وفي تململ علني أوروبي بشأن ارتفاع أسعار الغاز تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحديث بصرامة عن مسألة أسعار الغاز مع مجموعة السبع.
وبحسب وكالة “بلومبرج” ،قال ماكرون بسخرية في كلمة له أمام مؤتمر عقد بباريس لرجال الأعمال : “سنقول لأصدقائنا الأمريكيين والنرويجيين، بروح الصداقة العظيمة: أنتم رائعون، (لأنكم) تزودوننا بالطاقة والغاز، لكن هناك شيء واحد لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، وهو أن ندفع أربعة أضعاف السعر الذي تقومون بالبيع به للصناعة لديكم… ذلك ليس المعنى الدقيق للصداقة.”
العتاب الفرنسي لأمريكا، سبقه انتقاد ألماني حاد لأمريكا وبيعها الغاز الطبيعي بأسعار “فلكية ” ، إذ استنكر وزير الاقتصاد الألماني ، طلب دول “صديقة”، في مقدمتها الولايات المتحدة، من ألمانيا، أسعاراً “خيالية” لتوريد الغاز من أجل تعويض وقف الشحنات الروسية.
وقال الوزير روبرت هابيك في مقابلة مع صحيفة “نيو أوسنابروكر تسايتونغ”: “بعض الدول، حتى الصديقة، تحصل أحيانًا على أسعار خيالية”.
ولجأت ألمانيا، كحال القارة الأوروبية بأكملها، بشكل خاص إلى الولايات المتحدة التي زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال نحو أوروبا من 28 في المائة إلى 45 في المائة بين عامي 2021 و2022.
يأتي الرفع الأمريكي لأسعار للغاز في وقت تنتقد فيه إدارة الرئيس جو بايدن ارتفاع أسعار الخام ، وقرار أوبك+ خفض الإنتاج مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر المقبل لعوامل اقتصادية بحتة تتعلق بالركود العالمي وضعف الطلب، فيما تبدو أسعار الخام مستقرة حاليا قرب مستويات ما قبل الحرب الروسية في أوكرانيا .
في المقابل يواجه وضع حد أقصى لأسعار الغاز انقساما بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي .
وتعارض ألمانيا والدنمارك وهولندا وضع سقف للأسعار، خشية أن يعيق شراء الغاز الذي تحتاجه اقتصاداتها، ويقلل من تأثير أي حافز لخفض الاستهلاك.
ووضع حد أقصى لأسعار الغاز هو واحد من بين مجموعة من المقترحات والمبادرات المقدمة من الدول الأوروبية للتعايش مع انخفاض إمدادات الغاز من روسيا، التي كانت توفر 40 في المائة من احتياجات أوروبا، فضلا عن الارتفاع الهائل للأسعار التي لا تزال أعلى بأكثر من 200 في المائة مقارنة بما كانت عليه في بداية سبتمبر من العام الماضي.
ويرى خبراء أن المطالب بوضع سقف لسعر الغاز، لا تخدم مصلحة المنتجين ولا المستهلكين والتوازن في العرض والطلب مع احترام “آليات السوق” الحر.