كيف ستتدبر القارة العجوز طعامها ..؟!
العميد برس – متابعة
لم تعد التحليلات والمخاوف من حصول شح في سلاسل امدادات الغذاء مقنعة البتة ، فالوقائع تتغير يوما بعد أخر ، وهاهي القرارات أخذت مسارها ، ولم لا، طالما أعلنت روسيا انسحابها من اتفاقية البحر الأسود لإمدادات الحبوب والسلع عبر ممر آمن تشرف عليه الأمم المتحدة وتركيا، لتصدير الغذاء من الموانئ الروسية والأوكرانية إلى العالم بما فيها أوروبا.
ومن المرجح أن يكون لقرار الانسحاب تأثير على أسواق المواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي متعدد الأوجه حيث اشارات تحليلات ” وكالات ” ، حيث تعاني العديد من الشركات بالفعل من نقص في المكونات الغذائية ومواد التعبئة والتغليف قبل هذا الانسحاب.
أسعار الغذاء في الاتحاد الأوروبي والعالم آخذة في الارتفاع مجددا، بعد هدوء نسبي خلال الصيف، إلا أن قرب دخول الشتاء وتراجع الإنتاج الزراعي وأخيرا انسحاب روسيا من اتفاق البحر الأسود، يعني أن أزمة باتت على الأبواب.
كان تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على التجارة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في المنتجات الغذائية الزراعية فوريا، وما زال كذلك حتى اليوم.
تزود أوكرانيا عادة ما يقرب من نصف الحبوب (52% من واردات الاتحاد الأوروبي من الذرة) والزيوت النباتية
23% و 72% من واردات الاتحاد الأوروبي على التوالي، وربع لحوم الدواجن المستوردة إلى أوروبا.
وروسيا هي مصدر عالمي رئيسي الأسمدة والزيوت النباتية والقمح والشعير؛ يمثل البلدان معا أكثر من 30% من صادرات القمح العالمية وما يقرب من 30% من صادرات الشعير.
تعد روسيا أيضا مُصدرا رئيسيا للأسماك البيضاء (40% من الإنتاج العالمي و22% للاتحاد الأوروبي.
بالأرقام، تظهر بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبية أن صادرات أوروبا من الأغذية والأسمدة والحبوب من كل من أوكرانيا وروسيا في عام 2020، سجلت قرابة 41 مليار دولار أمريكي.
دول الاتحاد الأوروبي في مواقف مختلفة للغاية فيما يتعلق باعتمادها على الواردات الروسية والأوكرانية؛ على سبيل المثال، تبلغ حصة روسيا من واردات فنلندا من القمح أكثر من 80%، بينما تبلغ حصة اليونان 20% فقط.
بالنسبة للأسمدة، تستورد كل من فنلندا وإستونيا أكثر من 70% من روسيا، بينما تستورد هولندا والسويد أقل من 15%، بينما المتوسط لدى الاتحاد الأوروبي يبلغ 41% وهي نسبة مرتفعة.
والشهر الماضي، حذرت شركة FoodDrinkEurope التي تمثل صناعة الأغذية الأوروبية، من أن مخزونات بعض المواد الخام الأساسية تنخفض بالفعل وأن الأسعار ترتفع بشكل حاد.
بينما يحذر FEDIOL، الذي يمثل صناعة الزيوت النباتية في الاتحاد الأوروبي، من أن إمدادات زيت عباد الشمس في الاتحاد الأوروبي أمر بالغ الأهمية.
وتتنافس صناعة الأغذية الأوروبية والعالمية على الإمدادات وسيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استبدال ما يقرب من 200 ألف طن شهريا يتم استيرادها عادةً إلى الاتحاد الأوروبي من أوكرانيا في غضون مهلة قصيرة.
ويتم الآن إعادة توجيه زيت بذور عباد الشمس الذي كان مخصصا للديزل الحيوي مرة أخرى إلى سوق المواد الغذائية.