في مواجهة ارتفاع الأسعار وشح البضائع .. تونسيون يعيشون على وجبة واحدة يوميا
يقول عامل النظافة التونسي لسعد الماجري إن الحياة أصبحت صعبة للغاية لعائلته بسبب الاقتصاد المتردي في البلاد لدرجة أنهم يعدون وجبة واحدة فقط في اليوم، ولكن مع تعثر المالية الحكومية ربما يخبئ المستقبل ما هو أسوأ.
ومثل كثيرين من التونسيين، كان الماجري (57 عاما)، وزوجته علجية يواجهان صعوبة بالفعل في تغطية تكاليف المعيشة الأساسية قبل أن تأتي السنوات القليلة الماضية بجائحة كوفيد-19، وارتفاع التضخم عالميا وأزمة في المالية العامة للدولة.
وقال الماجري الذي يعيش في بلدة طبربة الواقعة على بعد 30 كيلومترا غربي العاصمة تونس “الشعب لم يعد سعيدا ولا يستطيع الضحك كل شيء أصبح من الصعب القيام به، ومن يضحك الأن يندم، أصبحنا نضحك لنداوي أنفسنا من التوتر، الفقراء يضحكون اليوم ليداوا أنفسهم من الضغط لكي لا يصيبهم مرض”
واعتاد الماجري وزوجته وابنهما تناول ثلاث وجبات في اليوم. الآن، تجهز الزوجة وجبة واحدة في منتصف النهار ولا يأكلون في المساء إلا إذا تبقى شيء من تلك الوجبة
ويقضي الماجري أيام عمله في تنظيف الشوارع والأرصفة في طبربة، ليكسب 400 دينار (100 دولار) في الشهر.
وقالت علجية، زوجة الماجري، “كل شي أصبح غالي بدرجة كبيرة هذه السنة، لم نعد نستطيع شراء أي شيء”.
وتسعى تونس منذ سنوات في سبيل الفوز بخطة إنقاذ دولية لمساعدتها على تجنب الإفلاس، لكن الاضطرابات السياسية في البلاد والخلافات بشأن الإصلاحات الاقتصادية أحبطت هذه الجهود.
وخفضت وكالة التصنيف موديز الأسبوع الماضي تصنيف الديون السيادية التونسية قائلة إن هناك احتمالا بالتخلف عن السداد.
ويشير النقص في بعض المواد الغذائية والأدوية المدعومة إلى مشكلات اقتصادية للحكومة بالفعل، ويؤدي التخلف عن السداد على الأرجح إلى تفاقم الأمور من خلال زيادة تكلفة الاقتراض وإضعاف الدينار وهذا سيفاقم التضخم.
يحتاج الماجري إلى عقار طبي لمعالجته لكنه قال “لم يعد هناك دواء وليس فقط وجود نقص، هناك أدوية مفقودة مثل هذا الدواء هناك امرأة أحضرته إلى أمها من فرنسا، دواء لمرض الشحم في الدم، وقد قامت هذه المرأة بالتبرع به لي”.
وهناك نقص في جميع أنحاء البلاد، مع نفاد بعض المنتجات من متاجر البيع بالتجزئة أو اضطرارها إلى بيع السلع الأساسية مثل السكر والحليب والزبدة وزيت الطهي وفق حصص محددة.
وحتى بدون هذا العجز، فإن معدل التضخم البالغ عشرة بالمئة والذي يقول الاقتصاديون إنه قد يكون 20 بالمئة في المواد الغذائية يعني تراجع القوة الشرائية لدى كثيرين من التونسيين على أي حال.
وفي أحد أسواق تونس، قال بائع الخضار توفيق مسلمي (53 عاما) إنه يشعر بالخجل من مطالبته بمثل هذه الأسعار المرتفعة لكنه لا يحقق أي ربح.
وأضاف “الآن الفلفل والطماطم، الناس تنظر اليهم ولا تشتريهم، وهناك ناس تشتري حبتين من الفلفل وحبتين من الطماطم”.