اقتصادسلايدشريط الأخبار

عودة السياح الصينيين .. بوابة انتعاش العالم

لا تضيع ماي ليانج البالغة من العمر 24 عاما أي دقيقة في التخطيط لرحلتها الأولى بعد إعادة فتح الصين لأول مرة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام.

تأمل الطالبة المقيمة في مدينة نانجينج السفر إلى هونج كونج في أقرب وقت هذا الشهر وقد وضعت بالفعل ميزانية قدرها خمسة آلاف رنمينبي “730 دولارا” لمستحضرات التجميل الفاخرة.

تقول، “لقد اشتقت للشوارع والأجواء والطعام كثيرا. لا تزال لمنتجات التجميل التي تباع في هونج كونج ميزة تنافسية من ناحية الأسعار. أثق بأصالتها أكثر من تلك التي تباع في منصات التجارة الإلكترونية الصينية”.

منذ بداية 2020، انقطع أكبر عدد من السياح عالميا عن العالم بسبب قيود صفر-كوفيد التي فرضتها الصين التي تضمنت فحوص جماعية وإغلاقات وحجر صحي للقادمين.

في نهاية هذا الأسبوع، حيث تلغي بكين أخيرا آخر تلك الإجراءات التي من المتوقع أن تتغير. حول العالم، تستعد الخطوط الجوية والفنادق والشركات الفاخرة إلى عودة عشرات ملايين السياح ومئات مليارات دولاراتهم – على الرغم من إشارة الخبراء إلى أن الانتعاش سيستغرق شهورا ليستعيد وتيرته بالكامل.

انتهت تأشيرة ماي للسفر إلى هونج كونج، التي تعيد فتح حدودها المشتركة مع الصين الأحد، في 2019، ولم يكن باستطاعتها تجديدها عندما كانت الخدمات معلقة أثناء الجائحة، ما يعكس عقبات أوسع بشأن السفر من الدولة المغلقة. حدت الصين بشدة من السفر إلى الخارج في جهود لمنع سكانها من العودة بالفيروس.

في 2019، قبل جائحة كورونا، سافر 155 مليون صيني إلى الخارج وأنفقوا 255 مليار دولار، حسب محلل من سيتي، الذي توقع انتعاشا قويا في أول ربع من 2023 وعودة جماعية إلى السياحة في الربع الثاني.

من المحتمل أن يرى التأثير المبكر في هونج كونج، حيث شكلت السياحة 4.5 في المائة من الاقتصاد في 2018. كشفت الحكومة عن حصة تبلغ نحو 60 ألف من القادمين يوميا في كل الاتجاهات عندما أعادت فتح الحدود الأحد.

ستكون عودتهم منتظرة بفارغ الصبر. في أول عشرة أشهر من 2022، كان هناك 249 ألف زائر فقط من البر الرئيسي إلى هونج كونج، انخفاضا من أكثر من 51 مليونا في 2018.

كما كان تفضيل سياح البر الرئيسي للسلع الفاخرة شريان الحياة لقطاع التجزئة المتعثر في هونج كونج، الذي خسر مكانته كأغلى مناطق التجزئة في العالم من حيث الإيجار أمام الجادة الخامسة في نيويورك العام الماضي، وفقا لشركة كوشمان آند ويكفيلد للاستشارات العقارية.

بالنسبة إلى الوجهات الكبرى العالمية مثل أوروبا والولايات المتحدة، تعني الرحلات التجارية المحدودة وتراكم طلبات التأشيرات أن تأثير إعادة فتح الصين قد يستغرق بعض الوقت ليتحقق. يقدر معهد الصين لأبحاث السياحة الخارجية أن 18 مليون سائح صيني سيسافر دوليا في النصف الأول من العام، يتبع ذلك 40 مليونا في النصف الثاني.

قال إدواردو سانتاندير، الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية للسفر، “يوجد كثير من الطلب المتزايد من الصينيين للسفر لكن المشكلة هي مدى مرونتنا في استيعابهم بإصدار التأشيرات وتوفير مزيد من ترابط الرحلات”.

هارودز، المتجر الفاخر في لندن، يشتري مخزون ملابس مصممة لتلائم الصينيين لأول مرة منذ 2019. أشار مايكل وارد، المدير العام، إلى النقص في الرحلات المتاحة بأنه عائق أولي لكنه توقع تسارعا في وقت لاحق من هذا العام.

قال، “نحن نتحدث عن أرقام كبيرة جدا إذا عاد السياح الصينيون. تحسنت توقعاتنا من ناحيتين، حيث إنها تسمح لنا بالعودة إلى الدولة للحديث مع الأفراد ذوي الثروات العالية وتسمح لنا باستعادة أصدقائنا القدامى الذين لم نرهم في المملكة المتحدة لأعوام”.

في اليابان، حيث شكل السياح الصينيون 30 في المائة من القادمين من الخارج قبل كوفيد، ستكون عودتهم مهمة لبلوغ الهدف السنوي للصناعة الذي يبلغ 37 مليار دولار. ربط بعض المتداولين زيادة قوة الين الأخيرة من أدنى مستوياته في العقود الأخيرة بالمستثمرين الأفراد الذين راهنوا على أن تدفق السياح الصينيين سينعش أنماط الشراء.

أخبر ماساكي أكيتا، رئيس سلسلة متاجر ماتسويا، الصحافيين هذا الأسبوع أن المجموعة توقعت زيادة في مبيعات الأغذية ومستحضرات التجميل، بينما وسعت الشركة المنافسة إيسيتان ميتسوكوشي منافذ استرداد الضرائب في متجرها الرائد في منطقة شينجوكو التجارية في طوكيو في تشرين الثاني (نوفمبر).

لكن مع انضمام اليابان إلى دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بفرض ضوابط على الحدود والفحص الإلزامي على الزوار من الصين، قال المحللون إن الأمر قد يستغرق حتى عامين ليعود الزوار إلى مستويات ما قبل الجائحة.

“بدأنا رؤية عودة العملاء الصينيين الأثرياء لكننا لا نتوقع مستويات شراء هائلة لمستحضرات التجميل مثل التي شهدناها في الماضي”، كما قال متحدث باسم إيسيتان ميتسوكوشي.

في الولايات المتحدة، حيث كانت الصين إحدى أكبر مصادر السياح الداخليين قبل الجائحة، لم تستعد الشركات بالكامل بعد. قال موقع إكسبيديا للسفر إن عمليات البحث عن رحلات من الصين إلى الولايات المتحدة قد ارتفعت 40 في المائة بعد قرار بكين بإزالة قوانين الحجر الصحي الداخلي الأسبوع الماضي، بينما تضاعفت الاستفسارات حول الاتجاه الآخر.

سرعة انعكاس السياسة، التي جاءت بينما كانت الصين غارقة في أسوأ أوقات تفشي الجائحة فيها، فاجأت المشاهدين. كان مايكل يو، موظف مكتب يبلغ من العمر 30 عاما في شنغهاي، يرتب بالفعل لرحلة إلى إيطاليا في أيلول (سبتمبر) لزفاف في نوفمبر، على الرغم من القيود المفروضة آنذاك.

“في ذلك الوقت، توقعت أن إعادة الفتح ستكون في النصف الأول من 2023، لكنني لم أتوقعها قريبة جدا”، كما قال يو.

في كثير من الحالات، ألغي تطبيق قوانين صفر-كوفيد بالفعل بعد إعلان التخفيف، قبل موعد الأحد النهائي بوقت طويل.

عندما سافر شاو شياو، طالب ماجستير في زيورخ يبلغ من العمر 26 عاما، عائدا إلى شنغهاي هذا الأسبوع بعد ما يقارب عاما ونصف في الخارج، كانت قوانين الحجر الصحي لا تزال سارية، لكنه تمكن من تجنب الحجر. قال إن الشرطة وطاقم المطار لم ينزعجوا بشكل خاص. كان الفندق فقط – الصناعة التي عانت بحد ذاتها نقص السياحة – هو من لا يزال يحاول فرضه. “أراد الفندق قليلا من الدخل الإضافي بأي طريقة كانت”، حسبما قال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى