التقنين بالقسطاس !!
جمال حمامة
جميعنا يدرك ويسلم بالأسباب التي تقف خلف برامج التقنين التي تضعها وزارة الكهرباء في جميع المحافظات ولأوقات محددة ..ولكن هذا بالطبع لا يعني أبداً وبالمطلق عدم مراقبة حسن تنفيذ برامج التقنين، ومراقبتها وهل التزمت بها مديريات الكهرباء والمراكز في المدن والأرياف، وهل الأعطال المتكررة هي من ضمن التقنين أم لا؟. والسؤال الأهم هنا: لماذا كل هذا التقنين اليوم؟ وإذا كان هناك أي إرباك فأين البدائل!؟ وهل من المنطق والمعقول قبول الانقطاع ساعات طويلة ولأيام وعلى نحو ما هو قائم الآن وفي معظم المناطق والبلدان!!.
نحن ندرك ونتفهم جيداً الواقع الصعب الذي يعانيه قطاع الكهرباء من جراء ما تعرض له من أعمال تخريب وتدمير بسبب الأعمال الإرهابية التي طالت بنيته التحتية, إضافة إلى الحصار الجائر الذي يوثر سلباً في توفير مستلزمات إنتاج الطاقة الكهربائية من فيول وغيرها .. وكذلك نعرف الصعوبات التي تقف وراء الحصول على الطاقة, ولكن ومهما يكن, مبرر وزارة الكهرباء من زيادة الطلب على استجرار الطاقة الكهربائية في فصل الشتاء نتيجة لجوء المواطنين للتدفئة بالاعتماد على الكهرباء بدلاً من المازوت بعد ارتفاع أسعاره, فمن الطبيعي أن تكون وزارة الكهرباء بصورة هذا الموضوع وتوقعه وتوفير البدائل لأن المواطن من حقه أن يلجأ إلى الاستخدام الأمثل للطاقة الأرخص والأنظف، ولذلك من حق الوزارة أن تقوم بحملة توعية كبيرة ليتحقق التوازن بين العرض والطلب حتى لا يمر فصل الشتاء من دون كهرباء. لأن لانقطاع الكهرباء نتائج سلبية على سير حياتنا..
في الحقيقة نحن محكومون بالصبر والأمل للوصول إلى وضع كهربائي مستقر لكن ما عانيناه في الأيام الأخيرة فاق حدود التوقعات بعد أن وصل التقنين إلى أكثر من 10ساعاتج يومياً واستمعنا إلى الوعود التي اتكأت على الظروف المناخية وموجة البرد الشديدة التي سادت ونقص المحروقات … باختصار, نقبل الأعذار والوعود .. ولكن على مضض، فها هو البرد القارص، حاضر, وتدني درجات الحرارة قائم .. فما العمل؟. ندرك تماماً أن الاحتياجات للكهرباء ترتفع والطلب على استهلاك الكهرباء يرتفع في الحر, وفي القر، ومن الطبيعي جدا أن يكون ذلك في حسبان المعنيين، لأننا مللنا من الاعتماد على تقلبات الطقس للاستماع إلى أعذار… في الصيف وفي الشتاء وما نخشاه أن تعلن وزارة الكهرباء عن اعتذارها عن توفير الطاقة في فصلي الصيف والشتاء، لأن درجات الحرارة فيهما تقفز فوق المعدل صيفاً وتنخفض عن المعدل شتاء ..دام نوركم.