اقتصادسلايد

البحث عن مصدر مالي آخر هاجس الجميع ! نزيف بالكفاءات ونقص بالكوادر خبير اداري : الغلاء السبب .. وأسر باتت تحلم اليوم بأكل المكدوس..! مهندسة اختصاص دواجن تفرز للعمل في المباقر ..!

العميد برس:
موضوع الكفاءات البشرية والكوادر والنقص الحاصل موضوع على لسان ادارات العمل ومازاد من الطين بلة كما يقولون موضوع تسربها وتركها للوظيفة العامة بعد الغلاء وحالة التضخم والدخل لم يعد يكفي أجرة تنقلات فقط ..!
هناك ببعض الشركات والادارات طلبات يومية تطلب الاستقالة ،جل السبب الاساس وراءها هو الوضع الاقتصادي الضاغط ،والبحث جديا عن مكان يدر عائدا يسد جزءا من متطلبات المعيشة اليومية ..
الغريب استمرار وتفاقم الوضع ،لدرجة عجزت بعض الادارات عن تأمين البديل للكفاءات التي تدربت واكتسبت الخبرات المناسبة ..فهناك مواقع وأماكن ينقصها كفاءات مؤهلة .
منذ أسابيع كان نقاش لإحدى الجهات الحكومية وترغب في اختيار مجموعة من الأسماء لشغل مهام معينة، وللأسف الشديد لم يكن هناك الكثير من الأسماء المؤهلة والجاهزة لشغل هذه المهام، وبالتالى لم يكن هناك مفر من اختيار أسماء أخرى قد لا تكون مؤهلة أو مناسبة لهذه المهام بالدرجة الكافية..
وفى مؤسسة أخرى كان مدير هذه المؤسسة يسعى للبحث عن دماء جديدة من اجل اشغالهم بمواقع محددة بدلا من الكوادر التي تسربت وتركو الوظيفة سواء لبلوغهم سن الستين او تقديم استقالاتهم ، وللأسف لم يجد البدلاء المناسبين، لأن معظمهم كان صغير السن وبلا خبرة..!
خبير اداري يشير الى ان هناك عوامل متعددة تفسر لماذا قلت العناصر الكفؤة من أهمها على الإطلاق هجرة العقول وبعده مباشرة يأتى عامل التدريب والتأهيل، فإن غياب التدريب يقلل معقولية التعليم .
العامل الثالث أن هناك مديرين كثيرين لا يفضلون وجود عناصر متميزة اعتقادا أن ذلك قد يهدد وجودهم على رأس المؤسسة.
العامل الرابع هو انخفاض المرتبات والمقابل المالي عموما. وهذا العامل صار الأكثر تأثيرا في الوقت الحالي ، فكل عنصر جيد فى مكان ما، حينما يجد أن مرتبه لا يكفى الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية، فهو يبحث عن طريق وخيار اخر وقد يهرب إلى هيئات ومؤسسات ذات مرتبات اعلى أو إلى خاصة،وتاليا يتم إفراغ جهات عملهم الأصلية من كل العناصر الجيدة أو المؤهلة لتكون جيدة.
نقص الكفاءة المكتسب، وبغض النظر على أسباب ذلك ،الحاجة ماسة ،ينبغى على كل جهة عامة أو خاصة، أن تبحث عن علاج حاسم له وتراعي ظروف الحياة والغلاء التي طرأت وبمستويات كبيرة .
هناك حلول تحتاج وقتا طويلا ، لكن هناك حلولا عاجلة للتقليل من حدة هذه المشكلة وفى مقدمتها الوعي بخطورة الهجرة والبدء برفع سقف الأجور والتدريب المستمر وإعادة التأهيل.
الخبرات السورية المتميزة مشهود لها بالكفاءة والعمل والابداع ،تراها اليوم تشكل عامل مهم فى نهضة اعمال وانشطة العديد من البلدان العربية والأجنبية، هذا الواقع يحتم العديد من الاجراءات وبدأت الحكومة تأخذ بعض الاجراءات لكسب كل الخبرات وخاصة في القطاعات المهمة كالطبية مثلا ،حيث تم رفع مستوى الحوافز والتعويضات، فالعناصر البشرية هي أفضل وأثمن وأهم ما نملك.
ليس الواقع المادي وراء السبب هناك أسباب اخرى ،من أهمها قصور بعض الادارات المسؤولة عن تنظيم سوق العمل وفرز الكفاءات دراستها والاستفادة من الامكانات حسب اختصاصاتها..
الخبير الاداري صلاح الدين سقر اكد ان موضوع النزيف بالكفاءات وتركها للوظيفة يعود لأسباب من اولها الظروف المادية الصعوبة ،فالراتب لا يناسب حال المعيشة ،فكل شيء تضاعف سعره عشرات المرات ،فراتب ال ١٥٠ الف ليرة ماذا يكفي لأسرة مؤلفة من ٤ أشخاص ..هل يكفيهم للتنقل او لشراء خبز فقط ..؟
اضافة لذلك هناك ادارات مارست افعالا لم تؤسس للاحتفاظ بالخبرات المتراكمة ع مدار سنوات ،وكل موظف خبرة تراه مهمش ومحارب ،ودربت الكفاءات ولم تستفد من طاقاتهم ومعارفهم .. فأجواء العمل وخاصة بعد الحرب صارت غير مريحة ، قرارات متسرعة ،تقريب الأشخاص قليلي الخبرة على من يملك المقدرة والخبرة ،وكذلك موضوع فرز المهندسين ومايحصل من عدم الاستفادة والمراعاة الحقيقية من الاختصاصات ووضعها بأماكنها المناسبة ،سبب أيضا وراء شعور بعدم الراحة للأجواء . فهل من المعقول فرز مهندسة اختصاص دواجن الى العمل في المباقر .. ؟ فالفرز غير الصحيح وقصور ببعض آلياته يولد حالة غير صحية ،فالقرار الاداري الخاطئ سبب كاف لتطفيش الخبرات، فتنظيم سوق العمل واسناد المهام لأشخاص أكفاء اولوية ..
ونوه سقر لمسألة أن الراتب لم يعد كافيا لأيام معدودة جدا ،فالكل في حالة بحث عن فرصة عمل ، نظرا لما حصل من غلاء وتضخم ،هو سبب رئيس لهجرة وهروب الكفاءات.. فالغلاء غير الكثير من المفاهيم ،وبات كابوسا مقلقا ،فأسر باتت اليوم تحلم بأكل المكدوس مثلا .. وحلمي انا بعد خدمة ٤٠ سنة وحصولي ع شهادات خبرة وتأهيل وغيرها ،ان يصل الحال لأحلم أن ابدل نظارتي ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى