زراعتنا …إلى أين ..؟! من الوفرة الى القلة
العميد برس
مهما تنوعت واختلفت الآراء والتوجهات حيال النهوض بعوامل النمو والتنمية، وأي قطاع يجب ان يحتل مكان الصدارة ..يبقى القطاع الزراعي مرتكز اساسي وسلاح خطير.. اليوم في ظل المتغيرات محليا وعلى الساحة العالمية..من ينكر ان الغذاء أهم سلاح .. وكيف تغيرت فلسفات الدول وتخربطت خطط الحكومات ، وصارت تعاني من أعباء مالية اضافية .. ماهو حال زراعتنا وواقع فلاحنا ..؟
ظل المزارعون يعانون ضعف الخدمات وغلاء المستلزمات ، وتكرار الإفراط في الإنتاج أو نقصه، وانخفاض أسعار محاصيلهم، ونقل المعرفة ونقص الممارسات الزراعية الجيدة، وغياب التسويق الزراعي بمفهومه الشامل والعادل المرتبط بالأسواق وحاجة المستهلكين، ما يعكس حالة عدم التناسق في القطاع الزراعي عموما.
إن المشكلات التي يعانيها العاملون في المجالات الزراعية معروفة جيدا لكنها مستمرة، وتحتاج إلى معالجة من خلال تطوير وتحسين الاستفادة من الطبيعة المعززة للتقنيات الناشئة التي يمكنها حل كثير من هذه المشكلات بالتدخل التقني مثلا ، لكسر هذه الحالة الراهنة في المجالات الزراعية المتعددة، النباتية والحيوانية والسمكية.
من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات يمكن استخدام التقنيات الناشئة في الزراعة مثلا … !
الزراعة اليوم تعاني ..وكان وقع الحرب عليها ثقيلا، لتأتي فاتورة الغلاء لمواد ومستلزمات الإنتاج، وغياب المازوت والأسمدة ، وكثير من الأحيان يكون التسويق خارج الحسابات ، وهنا يقع المزارع بجملة من الصعوبات والخسائر التي تجعله يترك الزراعة ، فالتكاليف هي اليوم اغلى واثقل من العوائد ، مما اصبح الفلاح يعمل بخسارة .. فكل شيء زاد سعره ؛ حتى الأيدي العاملة صار لها حسابات وحسابات .. !
اليوم هناك شح بالمازوت وفقدان للأسمدة ناهيك عن الغلاء؛ لدرجة أن الفلاح بات عاجزا تماما عن شراء طن سماد واحد .. الوزارة تحاول جاهدة لسد احتياجات المحصول الجديد بلا فائدة لتاريخه ..!
الزراعة لا تنجح بالدعوات والنوايا، بل بتسهيل توافر المستلزمات وتحقيق جو تسويقي مناسب ؛ صحيح هناك جهود ؛ لكنها تحتاج الى مستويات تشاركية من عدد من الوزارات والادارات الأخرى ؛ وصولا إلى تحديد الإطار العام لاستخدامات تطبيقات التقنيات الناشئة في الزراعة أولا وخطط التوسع في المجالات الزراعية ثانيا.
إن مراجعة المبادئ التوجيهية للخطط والسياسات القائمة ذات الصلة باستعمالات الأراضي ومصادر المياه
و التركيز على تنمية مهارات العاملين في القطاع الزراعي وتوعية وإرشاد المزارعين بمكونات التقنيات الناشئة، وتبسيطها لهم ودعمهم ، إضافة لتوافر
الأرضيات المناسبة للوفرة الإنتاجية مع تحسين القدرة المؤسسية للقطاع من خلال تشجيع الابتكار والبحث والتطوير، وتشجيع الدعم التخطيطي للتقنيات الناشئة.
وفي ظل الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة تنظيم سلاسل الإمدادات والأمن الغذائي محليا وعالميا، لابد ان يكون هناك فرصة كبيرة لتطوير هذا القطاع بجميع مكوناته وعناصره المختلفة باستخدام التقنيات مهما كانت، والتوجه الجدي والممكن للوصول الى عائد زراعي كما ونوعا ؛ وهذا ليس بصعوبة على فلاحنا ذي الكفاءة والتجربة الواسعة في مضمار حسن الزراعة ، لكن يجب ان تمد له يد المساعدة عن طريق تأمين المستلزمات بأعباء معتدلة واعطاء الراغبين قروض بشروط ميسرة .