لينا الشمالي
الصورة تكشفت بأبعادها، ولم يعد شيئا خافيا على أحد أن العالم يمر بأزمة اقتصادية خانقة جدا ، دول وحكومات باتت تفكر وتحسب حساباتها كيف التقليل من تبعات ماحصل وماقد سيحصل..! خبراء وأصحاب فكر ورؤى لهم من الفلسفة الشي الكثير يعودون أسباب تلك الأزمة العاصفة إلى ماتركته”كورونا” من آثار كارثية على اقتصادات الدول وتشوه مصادر نموها ، وماسبب ذلك في إغلاقات للأسواق التجارية العالمية ،وتضرر شركات وأسواق كبرى ، وتاليا تأثرت طرق الشحن والامدادات ببعض المطبات وزيادة أعباء وتكاليف الشحن ،ويبقى العامل الأهم هو الحرب الروسية الاوكرانية ،وماافرزت من تداعيات على سلاسل امداد شحنات الغذاء وسلع اقتصادات الشعوب ،هذه الحرب التي تدور رحاها الى الأن ولا أحد يتكهن متى نهايتها ،الامر الذي بؤدي الى تفاقم فاتورة التضخم وحالة صعود اسعار السلع والمواد مشتعلة ،ماادى الى تضاعف كلف المعيشة مرات ومرات ،الشيء الذي طال كل المجتمعات ،الا ان النتائج كارثية على اقتصادات الشعوب التي كانت تعاني من ويلات الحرب قبل اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية ،ماحصل تغير الكثير من المؤشرات أدى لبروز حالة خطرة باتت تعصف بمعيشة البشر ..
اليوم دول تعاني الإفلاس لدخولها معترك ضعف كبير عصف بكل مقوماتها ،وباتت عاجزة عن استيراد اساسيات معيشة مواطنيها ،ودول اخرى دخلت في حقل المناورات والاقراضات ،ودول سلكت منحى فرض ضرائب ورسوم وزيادة في نسب تقديم الخدمات لتقليل قاتورة تأمين المستلزمات الضرورية ،تاهت الحلول وتشتت الخطط ،كل ذلك يستدعي طرح أسئلة منوعة ،الى متى بقاء هكذا حال ..؟ وماهي البدائل وهل ستكون ناجعة ..؟ فاذا مرض الاقتصاد ،تداعت كل القطاعات الاخرى ، وهذا الواقع يذكرنا بمقولة جيمس كارفل عندما قال : “أنه الاقتصاد ياغبي ” في اشارة تنبيه و إيقاظ حول أهمية الاقتصاد ، ومن لديه الطرائق والأساليب لحماية وضعه ،فهاهي الولايات المتحدة تلجأ وبسرعة الى طباعة الدولارات برزم ومبالغ ضخمة يخفف من وطأة مايصيب الاقتصاد من مطبات ، الذي يعزز من مكانتها وقوة تدخلها في مصائر الشعوب ،بينما تبحث دول عن الخروج من نفق تلك الأثار..
فالتكتلات التي بدأت بالتشكل مابين الدول ماهي الا التفاف وطوق نجاة لبرمجة مسارات طرق جديدة ،تخفف من اشتداد وهج تبعات التضخم وتفاقم الأسعار ، وتوظيف من نوع أخر لمقدراتها مجتمعة ، وبلورة صيغ استثمارية ، بل وظهر للسطح مؤخرا دعوات وتوجهات لفك الارتباط الكلي بعملة الدولار ،ودول نسفته كليا خارج تعاملاتها التجارية .. بوقت ستبقى فيه امريكا تجهد لبقاء عملتها هي المهيمنة على اقتصادات الدول..
المتغيرات والأحداث المتسارعة ، كانت مجالا واسعا للإيقاظ وتركت المجال أمام دول لتفكر وتضع مسارات توجه تبعد عنها شبح الهيمنة والتبعية ،وهذا يتم عن طريق ظهور أقطاب وتكتلات جديدة ، تضعها في مصافي دول القطب الواحد،وهذا ليس بالمستحيل بحال تم من بوابة تمتين قوة الاقتصاد .