المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من اندثار الغلاف الجليدي في العالم
دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى تنسيق دولي عاجل للتصدي لتبعات تغير المناخ على صعيد تقلص الجليد البحري، وذوبان الأنهار الجليدية والتغيرات في الغلاف الجليدي.
ولفتت المنظمة إلى الآثار المتزايدة لتناقص الجليد البحري، وذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية والتربة الصقيعية، والثلوج على ارتفاع مستوى سطح البحر، والمخاطر المتعلقة بالمياه والأمن المائي والاقتصادات والنظم الإيكولوجية.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس في بيان: إن “قضية الغلاف الجليدي موضوع ساخن ليس بالنسبة للمنطقتين القطبيتين فقط، بل هي قضية عالمية”.
من جهتها أشارت متحدثة باسم المنظمة إلى أن أكثر من مليار شخص يعتمدون على المياه التي تأتي من ذوبان الجليد والأنهار الجليدية، وعندما تختفي تلك الأنهار يتأثر أمن إمدادات المياه لهؤلاء الأشخاص.
وحذر خبراء بيئيون من أن الوقت ربما يكون قد فات، وأن على الأمم المتحدة السعي لفرض برامج وسياسات بيئية صارمة وملزمة حول العالم تراعي حماية التوازن البيئي والطبيعي، والتحول نحو الطاقة المتجددة، وبما يقود لتخفيف وطأة كارثة التغير المناخي المتفاقمة على الأمن المائي والغذائي لسكان الأرض.
وبحسب دراسة نشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز عام 2020 فقد القطب الشمالي ما يقرب من 45 مليار طن من الجليد في كل سنة من السنوات ما بين 2000 و2010، ثم ارتفعت وتيرة الذوبان في السنوات العشر اللاحقة ليصل مستوى الذوبان إلى 52 مليار طن من الجليد في كل سنة من السنوات ما بين 2010 و2020.
وهذا الذوبان المتسارع ساهم برفع مستوى سطح البحر بما يقارب 3.5 سنتيمترات، وسبب تسارع الذوبان هو ارتفاع درجة حرارة المنطقة، بما يقارب 9 درجات مئوية عن عصر ما قبل النهضة الصناعية.
وباتت الحالة التي وصل لها جليد القطبين الشمالي والجنوبي تنذر بقرب وقوع كوارث بيئية تصل لاختفاء مدن ساحلية منخفضة وضعت على لائحة الغرق بحلول نهاية القرن الحالي من أبرزها امستردام عاصمة هولندا وكاليفورنيا في الولايات المتحدة، وعلى مستوى الدول المهددة بالغرق تأتي اليابان والدول الجزرية الصغيرة على رأس القائمة كنتيجة طبيعية لارتفاع مستوى سطح البحر عند ذوبان جليد القطبين إلى نحو 45 سنتيمتراً بحلول عام 2100.
ودعت المنظمة إلى محاولة تدارك تحقق هذه السيناريوهات الكارثية عبر معالجة مسببات التغير المناخي، وأبرزها هجر مصادر الطاقة التقليدية والتحول نحو الطاقة النظيفة، فضلاً عن الشروع بمعالجة آثار تغير المناخ وإعادة المساحات الخضراء، وتوسيع رقعتها لتعمل بدورها على استصلاح المناخ الأرضي وبشكل عاجل.
(سانا)