الكاتبة بسوم سلوم ل ” العميد برس ” : كتاباتي تجسيد ملموس لكل هواجس ومكنونات الأطفال
العميد برس :
شغفها للكتابة كان منذ بدايات شبابها ، الا ان انشغالها بأولادها وبيتها أخر من انطلاقتها الى عالم الكتابة والاهتمام أكثر لتسطير مايختلج صدرها من قصص للطفولة بعين من الواقع ، ومكاشفة لمتغيرات الزمن ومكنونات عالم الطفل ، في عالم اليوم المضطرب.. ترى أن الإبداع للأطفال معناه تجسيد قوي لواقع و لحلم الطفولة، فهذا العالم أمام أطفال لا يقل أهمية ، بل فيه من الصعوبة بمكان ، فقصة للطفل ليست بسرد لكلمات أو إنشاء جمل مشوقة فقط ، إنما تجسيد ملموس لكل هواجس ومكنونات الطفل ، تعبر بحس مرهف لواقعه ومعيشته وظروفه ، بقالب تنويري تثقيفي ، يعزز حب الوطن والمحبة للمجتمع، والاقدام على المبادرات الايجابية ، والنهي عن كل العادات الدخيلة على مجتمعه لنبذها والابتعاد عنها …
بسوم سلوم كاتبة سورية، شقت طريقها بكل حب واجتهاد ومواظبة ، ليست ممن يسعى وراء الشهرة ، همها فقط ايصال رسائل لعالم الطفل بشفافية وموضوعية، من أجل الإسهام بحركة فاعلة لجيل المستقبل .. أرادت من خلال قصص الأطفال أن تتحدّث إلى الطفل بلغته، فتقص عليه بأسلوب طريف ولغة عربية سهلة حكاية يعيش أحداثها ويتفاعل معها مما يمنحه المتعة والتسلية والشعور بالمرح، مستندة إلى المعاني النفسية التي تلبي حاجة الطفل. رغم أن موهبتها الدفينة أظهرتها بعمر متأخر ، إلا أن حب الأطفال كانت انطلاقتها في كتابة قصص خاصة بهم.
“العميد برس” التقت بالكاتبة بسوم سلوم وكان هذا الحوار السريع .
– لماذا اخترت أن تكون بداياتك مع كتابة قصص الأطفال، ولماذا قصص الأطفال بالذات وكم عدد الكتب التي صدرت لك ؟
كان أدب الأطفال هاجس بالنسبة لي، حاولت في البداية كتابة رواية، لكن شعرت بوجودي مع أدب الأطفال الذي كان بمثابة شغف وحلم كبير. انجزت كتابين كل كتاب مؤلف من ثلاثة نصوص وقد لاقوا الاستحسان برأي النقاد والكتاب، حيث استطعت الخروج قليلاً عن النمطية المتعارف عليها في سورية بالنسبة لأدب الأطفال .
تناولت في كتاباتي هموم الأطفال ومشاكلهم ومعاناتهم والضغوطات النفسية التي يعانون منها عبء المدرسة والمعلمة و التنمر من قبل بعض الأطفال في المدارس . وقد يكون التنمر أيضاً من قبل الوالد أحياناً أو الأهل .حاولت من خلال كتاباتي الإضاءة على بعض تلك النقاط الحساسة.
لقد قمت بالتوقيع على كتابين وهما عبارة عن سلسلة متكاملة من سلسلة أحلام الأطفال، وأنا أقوم حالياً بالتحضير لكتاب جديد سيبصر النور في شهر تشرين الثاني من هذا العام.
-بدأت مجال الكتابة منذ خمس سنوات ماهي الجوائز التي حصلت عليها ؟
-حصلت على تكريم في “دار سين” في المركز الثقافي في جرمانا. كما شاركت في مسابقة جريدة القلم الحر في مصر بقصة اسمها ” حلم يمان” حازت على المركز الخامس في الوطن العربي وعلى الثالث في سورية. إضافة إلى مشاركتي بمسابقة ببرنامج مع الأستاذ هشام عيد الحائز على جائزة الطيب صالح أيضاً في مصر. و ببرنامج المفرمة بقصة” كريم وصديقه العصفور” حازت على المركز الثالث.
ما هي الفعاليات والنشاطات التي قمت بالمشاركة فيها؟
شاركت بندوة حول الدمج بين أطفال الدعم والأطفال العاديين وذلك في المركز الثقافي في جرمانا وكانت ندوة ناجحة بوصفها فكرة تطرح لأول مرة على مستوى الريف وحتى على مستوى دمشق.
كما قمت بقراءة قصة للأطفال تتحدث عن طفل الدعم الذي يتعرض للتنمر ثم اندماجه مع أصدقائه بكل محبة وذلك من خلال تغيير سلوكياتهم تجاهه والتعبير له عن محبتهم وقيمته بالنسبة لهم وأنه غير مختلف عنهم كشكل وأن الاختلاف بيننا لا يكون إلا بما تقدمه من عطاء لنفسك ولمجتمعك. كما قمت بالتركيز على تعامل الأصدقاء مع بعضهم في المدارس بدون هذا التنمر.
تمت الإضاءة على الكتب من خلال الندوة الثقافية التي جرت في مركز ثقافي كفر سوسة وكان الضيوف أ. فرحان الخطيب. وأ.ميادة سليمان
وجدت نفسي في قصص الأطفال و حاولت من خلال تلك القصص إيصال رسالة من خلال التركيز على مشاكل الأطفال العديدة منها العولمة وكيفية تأثيرها وذلك من خلال نص تحدثت فيه عن ابتعاد الأم عن أطفالها بسبب انشغالها بالهاتف المحمول. ونص آخر عن الأهل الذين يقدمون كل الوسائل المادية والترفيهية لأولادهم دون الانتباه. أن جوهر حياة الطفل هو محبة الأهل والكلمة الحلوة من قبل أهله قبل أي شي آخر كالألعاب ووسائل الترفيه باهظة الثمن.
ما هي أقرب القصص بالنسبة لك ولماذا؟
قصة “حلم يمان” التي فازت بمصر وكان من الشروط أن تكون القصة غير مطبوعة والتي تتحدث عن الطفل الذي يحلم أن يكون لديه كمان على الرغم من أنه لم يسمع عزف الكمان أو يعرف عنه شي لكنه يحب هذه الآلة.لكنه عندما سمع “يمان “عزف الفنان العالمي ” ريو دوجينيرو” أعجب به و كان حلمه أن يكون لديه كمان فقامت أمه بتحقيق حلمه من خلال شراء الكمان لقد كان سرد القصة جميل وحققت فوز على مستوى الوطن العربي.
إن هذه القصة محببة إلى قلبي كونها تمثل ابني “رواد”، فأنا استمد كتاباتي من الواقع ومن حياتي الشخصية ومن تعاملي كأم مع أطفالي.
هل من محفزات من المراكز الثقافية لتفعيل الأنشطة الثقافية بصورة أشمل ؟
في الحقيقة لا يوجد مقومات لإقامة أنشطة كبيرة لأسباب عدة منها عدم توفر المكان فهناك مراكز تعمل وفق عقود للآجار وعند انتهاء عقد الآجار تضطر هذه المراكز منها مركز ثقافي جرمانا عند انتهاء العقد الانتقال إلى مكان آخر، إضافة إلى عدم توفر المستلزمات مثل المايكرفونات وأمور أخرى.
على الرغم من أن النشاط الثقافي في جرمانا و في الريف جيد لكنه غير موجه بشكل جيد ، فالوضع الاقتصادي صعب ،كما أن المجتمع الأهلي ليس لديه حماس للحضور والتشجيع .
إضافة إلى ابتعاد جيلنا عن الاهتمام بالشؤون الثقافية وقراءة الكتب حتى في المكتبات المدرسية.
في النهاية أتمنى على وزارة الثقافة أن تؤدي دورها على أكمل وجه وأن تعمل على تشجيع ودعم الكتاب الجدد.