سلايدشريط الأخبارمنوعات

الاندبندنت: بريطانيا ما بعد بريكست تتحول إلى رجل أوروبا المريض

عاد لقب “رجل أوروبا المريض” مجدداً للظهور ليوصم بريطانيا هذه المرة التي يعاني اقتصادها أزمات كبيرة تضافر في تشكيلها عوامل عدة منها جائحة كورونا والتضخم وقرار قطع العلاقات الاقتصادية مع أوروبا في إطار عملية “بريكست” الفاشلة، حسب صحيفة الاندبندنت البريطانية.

وقالت الصحيفة في مقال كتبه “شون اوغريدي”: إن أعراض المرض البريطاني تشبه إلى درجة كبيرة ما كانت شهدته البلاد في المرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، قبل انضمام بريطانيا إلى السوق الأوروبية الموحدة، حيث عانت من نسب تضخم مرتفعة وانخفاض في قيمة عملتها وضعف في الموازنة العامة، إضافة إلى معاناة بقطاع الخدمة المدنية والاضطرابات العمالية، وهي حالياً تشهد إعادة بروز أعراض المرض التقليدي نفسه، في وقت يحاول معظم السياسيين في لندن تجنب الاعتراف بأن عملية “بريكست” فشلت.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير المالية البريطاني جيريمي هانت ربما كان المسؤول الوحيد في الحكومة البريطانية الذي يملك الجرأة على القول إن بريكست كانت قراراً خاطئاً ولو بشكل حذر، فهو يحاول دائماً التأكيد على ضرورة بذل الجهود للحد من الأضرار والابتعاد عن مبادئ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون التي تسببت بالضرر الأكبر.

الصحيفة رأت أن “الانحطاط” الذي وجدت فيه بريطانيا نفسها، وقع بسبب فشل بريكست من جهة وفشل جونسون من جهة أخرى خلال الجزء الأكبر من العقد الماضي، فقد أصر الأخير على ركب قطار بريكست لأسباب خاصة للغاية رغم عدم اقتناعه أصلاً بهذه العملية.

وأوضحت الصحيفة أن حماسة جونسون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي دفعت الكثير من الناخبين البريطانيين لتأييد بريكست، إلا أنه تبين لاحقاً أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جونسون كان الشخصية الأسوأ التي يمكن اختيارها لتحمل مسؤولية عملية مفاوضات دولية معقدة كـ “بريكست”، لتنتهي بريطانيا نتيجة ذلك بمعاهدة للخروج معيبة وفاشلة، حتى إن جونسون لم يقرأها قبل التوقيع عليها.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجميع على دراية بأن مشكلة بريطانيا الاقتصادية الفريدة هي تداعيات بريكست، وفي ظل إدارة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس جربت البلاد مبادئ بريكست وصولاً إلى حدٍ عاد بأثر تدميري عليها.

يذكر أن تراس لم تستمر في منصبها سوى سبعة أسابيع قبل أن يتسلم السلطة مكانها رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك الذي يواجه تحديات على العديد من الجبهات، فالناتج المحلي الإجمالي انخفض بأكثر من 3 بالمئة منذ بريكست، ومعدل التضخم في أسعار المواد الغذائية هو الأعلى منذ أربعين عاماً وفواتير التدفئة ارتفعت بشكل استثنائي جراء الأزمة الأوكرانية والاضطرابات المسجلة في أسواق النفط والغاز.

سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى