حوادثسلايدشريط الأخبار

“عاصفة القرن” تخلف 50 قتيلا في أمريكا

بدأت طواقم الطوارئ تتفقد خسائر العاصفة الثلجية في أمريكا، خاصة في مناطق غرب نيويورك المغطاة بالثلوج وحيث وصل عدد الوفيات جراء الطقس إلى 27، في ما وصفته السلطات بأنه “حرب مع الطبيعة الأم” في مواجهة “عاصفة القرن”.

وبحسب “الفرنسية”، ما زالت أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمدة اجتاحت البلاد على مدار عدة أيام، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلغاء آلاف الرحلات الجوية وما لا يقل عن 49 حالة وفاة.

وأدى الطقس المتطرف إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة بما في ذلك نحو 3800 رحلة الاثنين.

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، المعتادة على الطقس الشتوي السيء، وأن تضاف طبقة سمكها 35 سنتيمترا الاثنين، إضافة إلى ما تراكم منذ أيام وأدى إلى شل المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها. وظل الطقس العاصف مخيما على مقاطعة إري في غرب نيويورك حيث تقع بافالو والتي صارت تمثل بؤرة أزمة الطقس.

وقال مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري خلال مؤتمر صحافي “إضافة إلى الوفيات الـ13 المؤكدة بالأمس، أكد مكتب إدارة الصحة في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة”. وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه “أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة”، مشيرا إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو “غير سالكة”، حذر بولونكارز السكان بضرورة التزام منازلهم. وقال “هذه ليست النهاية بعد، لم نصل إلى هناك بعد”.

وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين.

وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة. ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه “بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم”، مشيرة إلى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء. وقالت “إنها حرب مع الطبيعة الأم”. وأضافت في تصريح للصحافيين “بالتأكيد إنها عاصفة القرن”، مضيفة أن “من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي”.

أدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أمريكية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأوضح بولونكارز أن التيار الكهربائي لن يعود بالكامل في بافالو حتى الاثنين، وأن مطار بافالو الدولي سيبقى مغلقا حتى الثلاثاء.

وقال علي لوسون الذي يبلغ من العمر 34 عاما إنه يعيش في بافالو منذ ثمانية أعوام، لوكالة فرانس برس السبت إن “الرياح قوية جدا” لدرجة أن الثلج يتشكل مثل “كثبان رملية”. ووصف الوضع بأنه “جنوني”.

وكان أكثر من 48 ألف منزل بدون كهرباء على الساحل الشرقي الأحد حسب الموقع الإلكتروني “باور-آوتيج” الذي تحدث عن انقطاع التيار عن نحو 150 ألف منزل في البداية.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية إنها تتوقع عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية “بحلول منتصف الأسبوع المقبل”. وأضافت في أحدث نشرة للأحوال الجوية المتوقعة أن الطقس “سيستمر في التسبب بظروف سفر خطرة محليا خلال اليومين المقبلين”.

وحذرت الأرصاد الجوية من أن “غالبية أنحاء شرق الولايات المتحدة ستظل تعاني من طقس جليدي خلال نهار الاثنين قبل أن تبدأ الأحوال بالاعتدال اعتبارا من يوم الثلاثاء”.

وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أدى انقلاب حافلة السبت بسبب الجليد على الأرجح إلى مقتل أربعة أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان كانا في حالة حرجة في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وحرم مئات الآلاف من الكهرباء في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك الكنديتين وألغي عدد كبير من الرحلات الجوية في المدن الكبرى وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى