موسم استثنائي للذرة وتوقعات الإنتاج تتجاوز 500 ألف طن
كشف عبد الكريم شباط مدير المؤسسة العامة للأعلاف أن الموسم الحالي سيشهد إنتاج كميات غير مسبوقة من محصول الذرة في ظل وجود توجهات حكومية بدعم هذا المحصول وتسهيل استلامه من المزارعين، ما ينعكس إيجاباً على مربي الثروة الحيوانية بكل أنواعها.
وأشار شباط في تصريح لـ سانا إلى أن توقعات الإنتاج تتجاوز 500 ألف طن في المناطق الآمنة، وكان الإنتاج لا يتجاوز 250 ألف طن قبل الأزمة، ما يسهم في استقرار أسعار العلف وتوفيرها محلياً لمربي الدواجن، إضافة لتقديرات إنتاج تتجاوز 1.5 مليون طن من الأعلاف الخضراء تؤمن تغذية قطعان الأبقار والأغنام والماعز في مناطق الزراعة.
وقال شباط: حرصت المؤسسة على تقديم كل التسهيلات لتشجيع المزارع على تسليم المحصول للمؤسسة منها تحديد سعر مجز للمزارعين بلغ 2 مليون ليرة للطن الواحد، إضافة لتسهيلات إجرائية وتسويقية منها رفع نسبة الشوائب من 5 إلى 12 بالمئة، وزيادة نسبة الكسرة إلى 10 بالمئة، والمواد الغريبة إلى 2 بالمئة، وتخفيض الوزن النوعي إلى 63 من 69 كيلوغراماً، ورفع نسبة الرطوبة إلى 14 بالمئة، مشيراً إلى وجود تسهيلات مالية، حيث تم توفير السيولة اللازمة لتمويل كامل عملية التسليم، وصرف قيم المحصول للمزارعين خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة.
وبالنسبة إلى الأثر الاقتصادي بين شباط أن المنعكسات المباشرة ستكون على قطاع الثروة الحيوانية عبر توفير المادة محلياً، ما يسهم في استقرار أسعارها وتخفيضها وتأمين مورد للأخوة المزارعين من خلال أثمان بيع المحصول، والتي تصل إلى نحو 950 مليار ليرة، وخاصة أن أسعار التسويق مجزية وتغطي تكاليف الإنتاج باعتبار أن المحصول يزرع تكثيفيا بعد القمح ويحصد قبل زراعة الشعير، لافتاً إلى أهميته في توفير فاتورة الاستيراد السنوية للذرة البالغة 200 مليون دولار، إضافة إلى خفض فاتورة استيراد باقي الأنواع العلفية نتيجة توافر كميات كبيرة من بقايا محصول الذرة الأخضر تغطي جزءا مهما من احتياجات الثروة الحيوانية.
وقال: من الآثار الإيجابية التي سيتركها الإنتاج الكبير من الذرة تشجيع التجار والمستثمرين على إقامة مجففات الذرة، وخاصة الصغيرة مجفف مزرعة إضافة إلى استيراد وتصنيع مكنات إنتاج سلاج الذرة، وهو علف معتمد عالمي تتضمن تغليف وتخمير العلف الأخضر وتخزينه، ما يسهم في خلق فرص عمل عديدة وتوفير مادة علفية محلية على مدار العام، مبينا أن الكميات التي تم استلامها تجاوزت 4000 طن من الذرة والعملية لا تزال مستمرة.
من جهته أوضح المهندس أحمد حميدي رئيس دائرة المحاصيل الحقلية في مديرية الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة في تصريح مماثل أن المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء لهذا العام شهدت زيادة كبيرة، حيث تجاوزت المساحة المزروعة 93000 هكتار وبنسبة تنفيذ بلغت نحو 150 بالمئة من المخطط، مشيراً إلى أن المساحة الأكبر كانت للزراعة التكثيفية التي بلغت نحو 90000 هكتار توزعت بشكل أساسي في حلب والرقة والحسكة والغاب وحمص.
وفي السياق ذاته قال الخبير الزراعي عمر الشالط رئيس غرفة زراعة دمشق السابق: إن تقديرات الإنتاج الكبيرة ستوفر ملايين الدولارات كتكاليف استيراد للمادة، كما ستحقق دخلا إضافيا للمنتجين يسهم في استقرار العملية الزراعية، إضافة إلى انعكاساتها القادمة على خفض تكاليف الإنتاج الحيواني، لافتاً إلى ضرورة الاتجاه نحو الجانب التصنيعي عبر استخراج الزيت من بذار الذرة بكميات اقتصادية، ما يحقق قيمة مضافة لهذا المحصول.
نديم معلا
نشرة سانا الاقتصادية