في قمة العشرين .. هل ستؤثر الملفات السياسية على الاقتصادية ..؟!
العميد برس-رصد
يجتمع قادة القوى الاقتصادية الكبرى في منتجع بالي الإندونيسي غدا وبعد غد، في قمة لمجموعة العشرين تطغى عليها ثلاثة ملفات مهمة، تشمل تداعيات الأزمة في أوكرانيا، والتعافي الاقتصادي والتعاون الدولي.
ودعت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس مجموعة العشرين إلى التركيز على القضايا الاقتصادية التي تأسست من أجلها هذه الصيغة التي تجمع الاقتصادات الرئيسة في العالم، بدلا من القضايا الأمنية التي تقع ضمن اختصاص الأمم المتحدة.
ووصل الرئيس الأمريكي إلى إندونيسيا أمس، في خضم جهود تبذلها إدارته لإعادة ترسيخ ريادتها على الساحة الدولية ولحض الغربيين مجددا على الانخراط في جهود تبذلها واشنطن لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وبين بايدن ونظيره الصيني شي جينبينج، اللذين يحضران القمة، ملفات كثيرة يمكن أن يتطرق إليها الرجلان، فواشنطن وبكين على طرفي نقيض في مروحة واسعة من الملفات، حيث ستشكل القمة مناسبة لاستئناف الرئيس الصيني شي جينبينج نشاطه الدبلوماسي على الساحة الدولية منذ أن ضمن في تشرين الأول قيادة الصين لولاية ثالثة.
إضافة إلى لقائه بايدن، سيجري الرئيس الصيني محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أقل من أسبوعين على استضافته المستشار الألماني أولاف شولتس في بكين.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إلى جزيرة بالي الإندونيسية للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، حيث سيمثل الرئيس فلاديمير بوتين، حسبما أفاد صحافيون.
وحطت طائرة الوزير الروسية الرسمية في مطار دينباسار قادما من بنوم بنه، حيث حضر قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.
وأكد لافروف رفض بلاده القاطع تسييس مجموعة العشرين، وإدخال مواضيع غير ذات صلة وتتعمد المواجهة في مناقشاتها، وعزل المشاركين على أساس اتهامات كاذبة.
وبرر الكرملين غياب بوتين عن القمة بتضارب في المواعيد، وكان لافروف قد غادر قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في بالي في يوليو بعدما أدين فيها الحرب علما بأن الأمور قد تأخذ منحى مماثلا.
ويشارك الرئيس الأوكراني عبر الفيديو بدعوة من إندونيسيا، ومن المتوقع أن يسعى إلى حشد الدعم من القادة الدوليين من أجل . استجابة أكثر حزما تجاه روسيا.
وخلال القمة ستسلم جاكرتا الرئاسة الدورية للمجموعة إلى نيودلهي، ليتولى مودي قيادة التكتل في خضم أزمات دولية.
وسيعقد مضيف القمة اجتماعات ثنائية مع الأغلبية الساحقة للقادة الزائرين بصفته رئيسا للمجموعة.
وأعرب الرئيس الإندونيسي عن أمله بأن تتركز المحادثات في القمة حول التعاون الدولي والتعافي الاقتصادي، لكن الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي تلزم جاكرتا الحياد فيها، تطغى علي بقية الملفات.
إلى ذلك، جمعت دول مجموعة العشرين 1.4 مليار دولار من أجل صندوق الصحة العالمية لمواجهة الجوائح للمساعدة على عدم تكرار وقوع جائحة كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 6.6 مليون شخص وأضرت بالاقتصاد العالمي.
وسيتولى البنك الدولي إدارة الصندوق لمساعدة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ومواجهة الجوائح في المستقبل، حيث حصل على تعهدات من أكثر من 20 دولة، ومنظمة بيل وميلندا جيتس ومنظمات أخرى، ومن المتوقع الحصول على مزيد من التعهدات.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن سري مولياني إندراواتي، وزيرة المالية في إندونيسيا، التي تستضيف قمة مجموعة العشرين “المبلغ الذي تم جمعه حتى الآن مجرد البداية، المبلغ المطلوب يصل لنحو 31 مليار دولار، ولكن هذا لن يكون الأداة الوحيدة المتعلقة الاستعداد للنظام الصحي”.
وكانت دول مجموعة العشرين “جي 20” قد بدأت في إنشاء الصندوق العام الماضي برئاسة إيطاليا، وذلك في الوقت الذي كانت تعاني فيه الدول للحصول على أموال كافية لمواجهة جائحة كورونا، في ظل وجود عجز يصل إلى 16 مليار دولار، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.