الحريق المالي متواصل .. والفقر ينهش بالعباد !
العميد برس
هكذا هي الحروب، خسائر بالجملة وعلى كل المناحي، حرائق تأتي على الحجر والبشر ، وتحرق الأموال والاعتمادات والمساعدات ..والمؤلم استمرار دول بدعم دول لحرقها والحاق أكبر قدر من الأذى ، تواصل بدعهما ماليا ، وتعرف ان مطحنة الحرق المالي شغالة وبوتائر سريعة تطحن كل شيء ، وفوق ذلك تستمر الدول الغربية في إرسال شحنات الأسلحة الغربية، لدعم القوات الأوكرانية في ساحة المعركة التي تدور حاليا شرقي أوروبا. بوقت تتناسى تلك الدول بمطحنة اوكرانيا والتي بدأت تحتاج للعديد من الدولارات يوميا ؛ فالقضية الكبرى والمتأزمة أن أوكرانيا تواجه تهديدا خطيرا من نوع آخر: التضخم المرتفع. وهي لهذا لا تحتاج إلى الأسلحة فحسب، بل أيضا إلى مزيد من الدعم المالي…!
ماتركته وما ستخلفه غدا هذه الحرب الحالية بين أوكرانيا وروسيا أضرارا جسيمة ستمتد أثارها لسنوات بغض النظر عمن سينجح ، فلا فائز في الحروب ؛ آثار مدمرة شملت جل دول العالم ، الشعوب كلها تأثرت وتغيرت موازين معيشتها سوءا ، وزعماء دول يضخون أموالا لتغذية الحروب ، دون اي منازع او التفاتة لشعوب باتت مذلولة وراء لقمة عيش مغمسة بالمرار ..!
اليوم وحسب تقديرات رسمية من جانب الجهات الأوكرانية، وكلية كييف للاقتصاد، فإن إجمالي الخسائر المادية المسجلة حاليا بنحو 120 مليار دولار. ومن المنتظر أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا بنسبة تراوح بين 35 و40 في المائة هذا العام، كما ستنخفض عائداتها الحكومية بنسبة أكبر. في وقت سابق من هذا العام، قرر صندوق النقد الدولي أن الحكومة الأوكرانية ستحتاج إلى خمسة مليارات دولار شهريا، 60 مليار دولار هذا العام، من الدعم الخارجي لتمويل الرواتب الحكومية، ومعاشات التقاعد، والرعاية الصحية، والمدارس، وبعض المزايا الاجتماعية.
هذه هي النفقات الأساسية لضمان استمرار قيام الحكومة بوظيفتها. لكن من المؤسف أن نصف الأموال اللازمة فقط متاح الآن…
التضخم والغلاء يعصف بكل دول العالم ، والحروب رحاها تأكل الأخضر واليابس ؛ الجوع والفقر ينهش بأجساد العباد ؛ وسياسات لا تعير لمصالح وعيش البشر أي جانب ؛ غايات ربما شخصية وربما غرور عظمة وجنون ؛ خراب بيوت وتدمير وتشريد وجياع بالملايين ؛ وآلة الحرب مستعرة ؛ ومطحنة حرق أوراق الدولارات سيتباطأ دورانها ؛ وتحل خيبات الأمل وأول ماتصيب الناس ؛ وأصحاب الأموال والقادة بعيدون عن أي مساؤى ومفرزات الكوارث التي أشعلوها .. !
ستتوقف الامدادات المالية واللوجستية ، وستتغير المعادلات وتتخربط الحسابات ؛ ولا أحد سيكسب ؛ لكن خسارة الشعوب أكبر الخسائر ، خسرت أمنها الغذائي والمالي ، بحال إن سلمت بأرواحها..!