سلايدشريط الأخبارمنوعات

توتر في شراكة الذكاء الاصطناعي.. “OpenAI” و”مايكروسوفت” على مفترق طرق

تشهد العلاقة بين شركتي “OpenAI” و”مايكروسوفت” تصاعدًا في التوترات، وسط خلافات حادة حول مستقبل شراكتهما في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال واطلعت عليه “العربية Business”.

ووفقًا للتقرير، تسعى “OpenAI” إلى تقليص اعتمادها على “مايكروسوفت” فيما يتعلق بموارد الحوسبة والوصول إلى تقنياتها، بالإضافة إلى الحصول على موافقة الشركة العملاقة على خطتها للتحول إلى كيان ربحي عام، وهي خطوة حاسمة لتمكينها من جمع التمويل وطرح أسهمها للاكتتاب.

⚫خلافات متصاعدة واحتمال تصعيد قانوني

أشارت مصادر مطلعة إلى أن المفاوضات بين الطرفين شهدت توترًا كبيرًا، دفع بعض المسؤولين التنفيذيين في “OpenAI” إلى التفكير في اتخاذ خطوة تصعيدية، تتمثل في اتهام “مايكروسوفت” بممارسات احتكارية قد تستدعي تدخل الجهات التنظيمية الفيدرالية.

ويمكن أن تشمل هذه الخطوة المطالبة بمراجعة شروط التعاقد بين الشركتين للتحقق من وجود انتهاكات محتملة لقوانين المنافسة، ما قد يضع واحدة من أبرز شراكات قطاع التكنولوجيا في مهب الريح.

ورغم هذه الخلافات، أكد بيان مشترك صادر عن الشركتين استمرار المحادثات، مع الإعراب عن التفاؤل بقدرة الطرفين على الحفاظ على علاقتهما طويلة الأمد. وجاء في البيان: “لدينا شراكة مثمرة أنتجت أدوات ذكاء اصطناعي مذهلة للجميع، ونحن متفائلون بمواصلة التعاون في المستقبل”.

⚫خلاف حول صفقة استحواذ ومصير الملكية الفكرية

أحد أبرز نقاط التوتر الحالية يتمثل في صفقة استحواذ محتملة من جانب “OpenAI” على شركة البرمجيات الناشئة “Windsurf” بقيمة 3 مليارات دولار، وهي صفقة تعارضها “مايكروسوفت” بسبب مخاوف تتعلق بالملكية الفكرية. فبموجب الاتفاق القائم، تحتفظ “مايكروسوفت” بحق الوصول الكامل إلى تقنيات “OpenAI”، وهو ما لا ترغب الأخيرة في تمديده ليشمل أصول “Windsurf”.

⚫أزمة التحول إلى شركة ربحية عامة

تسعى “OpenAI” إلى التحول إلى كيان ربحي ذي منفعة عامة، إلا أن هذا التحول يتطلب التفاوض على حصة “مايكروسوفت” في الكيان الجديد. ووفقًا للمصادر، تطالب “مايكروسوفت” بحصة أكبر من تلك التي ترغب “OpenAI” في تقديمها. ومن المتوقع إتمام هذا التحول قبل نهاية العام الحالي، إذ إن التأخر قد يعرّض “OpenAI” لخسارة ما يقرب من 20 مليار دولار من التمويل المحتمل.

⚫خلفية العلاقة: دعم متبادل تحول إلى تنافس

بدأت الشراكة بين الشركتين في عام 2019 حين استثمرت “مايكروسوفت” مليار دولار في “OpenAI”، مقابل حقوق حصرية لتسويق أدواتها من خلال خدمات “Azure” السحابية، وتوفير البنية التحتية الحوسبية اللازمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.

لكن مع تطور السوق وتوسع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي، بدأ التنافس يطغى على العلاقة، خاصة مع إطلاق “مايكروسوفت” منتجات خاصة تعتمد على تقنيات منافسة، مثل “GitHub Copilot”.

⚫مشروع “الذكاء العام الاصطناعي” وتباين الرؤى

إحدى القضايا الجوهرية في الخلاف تتعلق بما يُعرف بـ”الذكاء العام الاصطناعي” — وهو مستوى من التطور الذكائي يجعل النماذج قادرة على أداء مهام بشرية عامة. فبينما ترى “OpenAI” أن الشراكة يجب أن تُعاد صياغتها عند الوصول إلى هذا المستوى، تسعى “مايكروسوفت” إلى ضمان استمرار وصولها إلى تقنيات “OpenAI” حتى بعد تحقق هذا الهدف.

ويختلف التنفيذيون في كلا الشركتين، بل وفي قطاع التكنولوجيا عمومًا، حول مدى قرب تحقيق هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، بين من يراه وشيكًا ومن يعتقد أنه لا يزال بعيد المنال.

⚫مستقبل الشراكة على المحك

في ظل هذه الخلافات المعقدة، يبدو أن “OpenAI” تسعى لتوسيع خياراتها الاستراتيجية، عبر التعاون مع مزودي خدمات سحابية آخرين وفتح أسواق جديدة لمنتجاتها، بينما تصر “مايكروسوفت” على الحفاظ على موقعها الحصري في واحدة من أكثر شراكات الذكاء الاصطناعي تأثيرًا.

وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير هذا التحالف التقني، وسط ترقب من الأوساط التقنية والمالية لمآلات هذه المفاوضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى