مؤشرات إيجابية في تحسن سوق النفط
العميد برس – رصد
مؤشرات إيجابية طرأت على سوق النفط خلال تعاملات الموردين الاسبوع الأخير أذ
تحسنت معنويات السوق النفطية وسط توقعات بأن الصين تستعد للخروج التدريجي من سياسة “صفر كوفيد”، ما أضفى توقعات إيجابية على الطلب العالمي على الخام والوقود، بينما يستمر تأرجح الأسعار نتيجة سرعة المتغيرات المؤثرة في السوق النفطية، ليغلق عند ارتفاع في ختام تعاملات أمس.
ويرجح المستثمرون أن تغير الصين سياستها بشأن فيروس كورونا ما يدعم الأسعار نحو التحرك إلى الأعلى بشكل أكثر أهمية وسرعة، كما أدى ضعف الدولار إلى دعم الأسعار، حيث أصبحت السلع المسعرة بالعملة أكثر جاذبية للمشترين.
ويقول محللون نفطيون حسب “وكالات “: إن أسعار النفط الخام انخفضت بمقدار الثلث تقريبا منذ أوائل يونيو الماضي، فيما أنهت العقود الآجلة تعاملاتها في أكتوبر على ارتفاع في أول مكسب شهري منذ مايو مدعوما باتفاقية “أوبك +” لخفض الإنتاج.
وسلط المختصون الضوء على تصريحات مهمة صادرة عن هيثم الغيص، أمين عام “أوبك”، تشير إلى أن التخفيضات الإنتاجية ضرورية لأن عدم الاستقرار الاقتصادي سيؤدي إلى فائض في الإمدادات، لكن توقعات الإمدادات تخيم عليها تأثيرات عقوبات وشيكة من جانب الاتحاد الأوروبي على تدفقات الخام الروسي والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر المقبل.
ونوه المحللون إلى تأكيد الغيص، أن إجمالي الاستثمارات المطلوبة لقطاع النفط هو 12.1 تريليون دولار حتى 2045، معتبرا أن نقص الاستثمار المزمن في صناعة النفط العالمية في الأعوام الأخيرة حدث بسبب الانكماش الصناعي، ووباء كورونا، وكذلك السياسات التي تركز على إنهاء التمويل في مشاريع الوقود الأحفوري، وهو ما سبب قلقا رئيسا في الصناعة.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن معنويات السوق النفطية تتحسن وتتجه إلى التعافي على خلفية التوقعات بأن الصين قد تبدأ بتخفيف قيود كورونا الخاصة بها، وبالتزامن أيضا مع بيانات من معهد البترول الأمريكي تشير إلى انخفاض آخر في مخزونات النفط الخام الأمريكية، معتبرا أن الإغلاقات الصينية المتكررة في الشهور الماضية كانت واحدة من أكبر الرياح المعاكسة لأسعار النفط.
واعتبر أن إنهاء الإغلاقات، خاصة في دول الاستهلاك الكبرى، وتحديدا الصين، سيكون له تأثير إيجابي قوي في الطلب على النفط وبالتالي في الأسعار، موضحا أنه في غضون ذلك قدر معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تراجعت 6.53 مليون برميل الأسبوع الماضي.
أما جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد أيه إف” في كرواتيا، فيرى أن ضعف الدولار دعم أسعار النفط، حيث كانت السوق في أكتوبر الماضي إيجابية بشكل تراكمي، معتبرا أن أسعار النفط تلقت دعما من تخفيضات إنتاج “أوبك +” ومن الصادرات الأمريكية القياسية، ومن احتمال توقف الإدارة الأمريكية عن الإفراج عن النفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي.
وأضاف، أنه في المقابل تلقى النفط ضغوطا هبوطية من التباطؤ الاقتصادي العالمي، خاصة بعد تقرير صندوق النقد الدولي أخيرا الذي رأى أن التباطؤ في عام 2023 سيكون واسع النطاق، حيث تستعد البلدان النامية التي تمثل ثلث الاقتصاد العالمي تقريبا للانكماش هذا العام أو العام المقبل، مشيرا إلى أنه في المقابل تتجدد المخاوف من نقص النفط أو الوقود ونتيجة لذلك أصبحت سوق النفط شديدة التقلب وسط صعوبة بالغة في التنبؤ بمستجدات السوق وتحركات الأسعار.
من جانبه، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، إنه لا يزال الطلب على النفط الخام والوقود قويا، كما أن الحظر الوشيك من جانب الاتحاد الأوروبي على الوقود الروسي يسهم في نقص المعروض، إضافة إلى انخفاض طاقة التكرير في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وجاء ذلك بوتيرة أسرع من الانتعاش المتوقع في الطلب بعد فترة عمليات الإغلاق الوبائي.
واعتبر أن خطة الإدارة الأمريكية لإعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي من غير المحتمل أن تعزز إنتاج النفط الأمريكي، في ظل تمسك شركات الطاقة الأمريكية بالحذر في زيادة الإنتاج والتركيز على تعويض المساهمين والالتزام ببرامج رفع الكفاءة وخفض تكاليف التشغيل وتأجيل الاستثمارات الجديدة.
ويشير، ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية، إلى أن انخفاض المخزونات جنبا إلى جنب مع ارتفاع الطلب قبل فصل الشتاء يدعم بقوة فرضية ارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية جديدة مرجحا أن خسائر الطلب على النفط الخام ستكون محدودة، كما أن مشتقاته غير مرنة تماما عندما يتعلق الأمر بالسعر.
ولفت إلى أهمية توقعات “أوبك” التي ترجح نمو الطلب على النفط على المدى الطويل، كما كررت في تقاريرها الأخيرة مرة أخرى التأكيد على دعواتها لإضافة استثمارات جديدة في القطاع، ويجيء ذلك بعد أيام فقط من إعلان وكالة الطاقة الدولية، أن الطلب على النفط والغاز على وشك أن يبلغ ذروته في بضعة أعوام قصيرة لمصلحة الطاقة الجديدة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في ختام تعاملات أمس، لتسجل العقود الآجلة لبرنت زيادة بـ 1.51 دولار أو 1.6 في المائة إلى 96.16 دولار للبرميل عند التسوية.
وسجلت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي ارتفاعا بـ 1.63 دولار أو 1.84 في المائة لتبلغ عند التسوية 90 دولارا للبرميل.
ونقلت مصادر في السوق لـ”رويترز”، عن معهد البترول الأمريكي، القول إن مخزونات النفط الخام الأمريكية تراجعت بنحو 6.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 أكتوبر.
وشهدت الفترة نفسها تراجع مخزونات البنزين 2.6 مليون برميل، فيما فاق التوقعات.
وكانت سياسة (صفر كوفيد) في الصين عاملا رئيسا في كبح جماح أسعار النفط، إذ أدت عمليات الإغلاق المتكررة إلى تباطؤ النمو وتقليص الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأظهر منشور غير مؤكد على وسائل التواصل الاجتماعي أن الحكومة الصينية ستدرس طرق تخفيف قيود كوفيد – 19 بدءا من مارس 2023، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتراجع الدولار عن المستويات المرتفعة التي سجلها أمس الأول، مع ترقب المستثمرين قرار “الفيدرالي” ، ويأمل كثيرون أن تتوافر مؤشرات على تباطؤ معدلات رفع الفائدة في المستقبل. ويجعل ضعف الدولار النفط أرخص لحائزي العملات الأخرى.
وقد تؤدي الاضطرابات المحتملة من جراء الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي ويبدأ سريانه في الخامس من ديسمبر إلى رفع الأسعار. وسيتبع هذا الحظر، وهو رد فعل على التدخل الروسي في أوكرانيا، وقف واردات المنتجات النفطية الروسية في فبراير.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 94.43 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 93.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 92.17 دولار للبرميل.