ضمانات خطية أوكرانية اعادت تصدير الحبوب للعالم
العميد برس – متابعة
استأنفت روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية ، بعد تلقي ضمانات خطية من أوكرانيا بشأن جعل الممر المستخدم لنقلها منزوع السلاح.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعده بلاده ضامنة لهذا الاتفاق الحاسم لتأمين إمدادات الغذاء العالمية، استئناف الصادرات الأوكرانية في البحر الأسود اعتبارا من ظهر أمس، عبر هذا الممر الآمن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تيليجرام “تعد روسيا أن الضمانات التي تلقتها حتى الآن تبدو كافية وتستأنف تنفيذ الاتفاق”، وفقا لـ”الفرنسية”.
وعلقت موسكو السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب بعد هجوم بمسيرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها. وحمل الجيش الروسي مسؤولية هذه العملية إلى أوكرانيا بمساعدة “خبراء بريطانيين”، وأكد أنها تمت من الممر البحري المخصص للصادرات الأوكرانية.
ويبدو أن سلسلة من المكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين المسؤولين الروس والأتراك، ولا سيما الثلاثاء بين الرئيس أردوغان ونظيره بوتين، ووساطة الأمم المتحدة الضامن الآخر للاتفاق، أقنعت موسكو بمراجعة موقفها.
وقال الجيش الروسي، “بفضل مشاركة منظمة دولية، فضلا عن تعاون تركيا، تم الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المحددة لتصدير المنتجات الزراعية لتنفيذ أعمال عدائية ضد روسيا”.
وأعلن أردوغان أن الصادرات ستستأنف “كما كانت من قبل” ، قائلا “عقب اتصالي ببوتين ستستأنف شحنات الحبوب”.
وذكر الرئيس التركي أنه سيتم إعطاء أولوية للدول الفقيرة في إفريقيا، فيما يتعلق بشحنات الحبوب الجديدة من أوكرانيا. وقال لأعضاء حزبه في البرلمان، إن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد اقترح إعطاء أولوية لدول، مثل الصومال وجيبوتي والسودان، وأنا أوافق على الفكرة.
وهدد بوتين بخروج روسيا مجددا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في حال عمدت كييف إلى “خرق ضمانات” طلبتها موسكو.
وقال بوتين في كلمة مقتضبة بثها مباشرة التلفزيون الروسي طلبت من وزارة الدفاع استئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، لكن روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق في حال خرقت أوكرانيا الضمانات”.
وتابع “لكن حتى إن انسحبت روسيا من هذا الاتفاق سنكون مستعدين لتوفير كامل محاصيل الحبوب التي تم تصديرها من أراضي أوكرانيا للبلدان الأكثر فقرا”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكانت سفن الشحن المحملة بالحبوب المهم للأمن الغذائي العالمي، عالقة في الموانئ الأوكرانية منذ السبت.
وندد الغربيون بشدة بتعليق موسكو للاتفاق الموقع في يوليو، بينما رأت كييف في هجوم سيباستوبول “ذريعة” ودعت إلى الضغط على الكرملين “لاحترام التزاماته”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن “ممر نقل الحبوب يحتاج إلى حماية موثوقة وطويلة الأمد”، مهددا برد عالمي شديد على أي إجراء يعطل الصادرات.
وردت روسيا، الإثنين، بشن سلسلة جديدة من الضربات الكثيفة على البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع المياه والكهرباء، خاصة في كييف.
وأعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية تقنينا جديدا للكهرباء، في حين وعد فيتالي كليتشكو رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية، بنشر ألف “نقطة تدفئة” للسكان بحلول الشتاء.
وقالت مصادر معنية بصادرات الحبوب إن السفن واصلت نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر على الرغم من التعليق، لكن ليس من المرجح أن يستمر ذلك لفترة طويلة، لأن شركات التأمين لم تصدر عقودا جديدة بسبب قرار روسيا.
وفاقمت الحرب أزمة نقص الغذاء وارتفاع تكلفة المعيشة في كثير من البلدان، نظرا إلى أن أوكرانيا واحدة من أكبر موردي الحبوب والبذور التي تستخرج منها الزيوت في العالم.
ويهدف اتفاق الحبوب إلى المساعدة على تجنب المجاعة في البلدان الأشد فقرا عبر ضخ مزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة في الأسواق العالمية وتخفيف حدة ارتفاع الأسعار. ويستهدف الاتفاق العودة إلى مستوى ما قبل الحرب بتصدير خمسة ملايين طن متري من أوكرانيا كل شهر.
إلى ذلك، أظهرت بيانات لوزارة الزراعة الأوكرانية أن صادرات البلاد من الحبوب تراجعت 32 في المائة على أساس سنوي منذ بداية موسم 2022/ 2023 حتى أمس، إلى ما يقرب من 13.4 مليون طن مقابل 19.7 مليون في الفترة المقابلة من الموسم السابق.
وانخفضت صادرات البلاد من الحبوب منذ الحرب في فبراير الماضي، وأدى إغلاق موانئها على البحر الأسود إلى ارتفاع أسعار الغذاء حول العالم وأثار مخاوف من حدوث شح في الإمدادات في إفريقيا والشرق الأوسط.
وفتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود في نهاية يوليو بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا. وتتواصل الشحنات رغم قرار روسيا تعليق مشاركتها في الاتفاق.
وتظهر بيانات الوزارة الأوكرانية أن الصادرات منذ بداية الموسم الحالي، الذي بدأ في يوليو 2022 وينتهي في يونيو 2023، تضمنت 5.1 مليون طن من القمح و7.1 مليون طن من الذرة و1.1 مليون طن من الشعير.
وتقول الحكومة إن أوكرانيا يمكن أن تحصد ما بين 50 و52 مليون طن من الحبوب هذا العام، انخفاضا من 86 مليونا في 2021 بسبب سيطرة القوات الروسية على أجزاء من الأراضي وتراجع إنتاجية المحاصيل.