رياضة

متى سيطبق التأمين على الرياضيين؟!

العميد برس :
فقدت الأوساط الرياضية السورية مؤخراً واحداً من أهم لاعبي منتخبنا الوطني بكرة القدم للرجال في ثمانينات القرن الماضي وهو عصام محروس، وقبله فقدت الرياضة السورية بكافة ألعابها أبطالاً حفروا أسماؤهم بماء الذهب على مر التاريخ الرياضي محلياً ودولياً، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر رباعنا العالمي طلال نجار..
فقدان الرياضيين واحداً تلو الآخر يرسم الكثير من إشارات الاستفهام حول الآلية التي تعمل بها منظمة الاتحاد الرياضي العام، التي تفتقد لأدنى المقومات لحماية الرياضيين وهو التأمين الصحي لهم، الذي يعتبر أحد وسائل الضمان الهامة في مجالات الحياة المتعددة، ومنها القطاع الرياضي.
التأمين الصحي أصبح مطلباً ملحاً لكافة الرياضيين وفي مختلف الألعاب سواء المحترفة أم غيرها، فالتعامل في هذه القضية الشائكة باتت تؤرق المهتمين بالشأن الرياضي خاصة مع تزايد إصابة اللاعبين بالأمراض، أو إصابتهم خلال المباريات (محلياً وخارجياً) لاسيما بعد انتشار حالات الشغب في الملاعب والصالات المنتشرة بكافة المحافظات السورية، وأخر اللاعبين المصابين كان لاعب حطين مروان زيدان الذي أصيب بسكتة قلبية في إحدى مباريات الدوري الكروي، هذا الموضوع أطلق صيحات الإنذار من قبل كافة الرياضيين مطالبين بوجود إجراءات أكثر أمانة وسلامة لرياضتنا بشكل عام.
ولا يختلف اثنان بأن أهم ما يقوم به نجوم الرياضة هو التأمين على أنفسهم من الإصابات، إلا أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الرياضة السورية تتمثل بعدم وجود تطبيق للنظام التأميني الرياضي، رغم أن الدولة اعترفت منذ زمن بعيد بتطبيق الاحتراف الرياضي ووضعت تعريفات ومقومات له، وحتى الآن نص تشريعي يعالج قضية التأمين الرياضي ضد المخاطر التي يتعرض لها اللاعبون.
لا شك أن التأمين هو ضمانة للرياضيين كون المخاطر كثيرة أثناء ممارستهم للرياضة، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى من الأندية أن تكون هي المبادرة بالتأمين على هؤلاء الرياضيين، وهناك قلة من الأندية عمدت العام الحالي على كسر القاعدة على تطبيق هذا النظام، إلا أن المحاولات كانت خجولة بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها كافة الأندية.
المطلوب حالياً من القيادة الرياضية توقيع اتفاقيات مع شركات التأمين المنتشرة في البلد، لإيجاد صيغة معينة ما بينها وبين تلك الشركات، لكي يتم التأمين على اللاعبين واللاعبات، لا سيما وأن هناك الكثير من الشركات تهتم بهذا الموضوع، ولنأخذ على سبيل المثال أي لاعب يعتزل اللعب بسبب الإصابة، يتطلب منه أموالاً طائلة لإجراء أي عمل جراحي، يمكن عندها أن تتدخل شركات التأمين للمساعدة، وإيجاد برنامج يخدم اللاعب مستقبلاً ويحفظ له دخلاً ثابتاً لحين التحاقه بوظيفة أخرى.
وصحيح أن رياضتنا لديها اتحاد يدعى اتحاد الطب الرياضي ومن أولوياته إيجاد صيغة لحماية اللاعبين من خطر الإصابات، وهذا لا يتم إلا عن طريق التأمين الصحي مع إحدى شركات التأمين، والمثير أن الأندية تدفع عشرات الملايين من الليرات من أجل التعاقد مع لاعب واحد، ولا تدفع مبلغاً مماثلاً أو على أقل تقدير أقل من ذلك من أجل سلامة لاعبيها، والخشية أن يتم دفع فاتورة غالية الثمن يوماً ما بسبب عدم الاهتمام بسلامة اللاعبين.. فهل يتم تدركها قبل فوات الآوان..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى