هل اشتعلت حرب الحبوب ..؟!
العميد برس:
ماكان الدول والحكومات تخشاه ؛ هاهو حصل ، وعلى ماذا ينبئ ؛ وماهي تداعياته وآثاره على شعوب العالم ..؟
روسيا أعلنت تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب ..بمعنى أن حركة سلاسل إمداد الحبوب ستتعثر وربما ستتوقف ؛ وما سينتج من ارتفاعات غالية جدا ، وقد تصل لدرجة الشح في الامدادات للدول الفقيرة او التي تعتمد بشكل اساسي على الامدادات المتأتية من روسيا واوكرانيا عبر تركيا .. كل الاحتمالات مفتوحة ؛ وكلها مؤشرات حرب اقتصادية طاحنة سيدفع فاتورتها شعوب المعمورة قاطبة ..!
مثل هذه القرارات تعرقل أي حركة تجارية وتسبب ارهاصات كبرى للخطط وللاقتصادات .. اليوم لم تعد التحذيرات بمشكلات إضافية يتعرض لها الاقتصاد العالمي خبرا.. فالكل يعلم أن هذا الاقتصاد وتعثر وصول الامدادات وتكاليف الشحن وغيرها يمر بنفق لن يكون قصيرا، فضلا عن أن ضوءه ضعيف جدا، بينما ليست هناك دلائل على انفراجات قريبة حتى إن كانت متواضعة. تعديلات توقعات نمو اقتصاد العالم تجري دائما باتجاه الخفض وليس الرفع، وستبقى هكذا إلى أن تتضح الصورة. وهذه الأخيرة لن تكون واضحة قبل أن تتحدد معالم المرحلة المقبلة، المرتبطة بالطبع بتطورات وتفاعلات…
تفاعلات تعليق المشاركة يعني وقف شحن الحبوب وغيرها ؛ توقف شحنات جاهزة تحتاجها الدول ؛نتيجة ارهاصات الحرب وهي لا تزال باقية، وربما ستطول ، فهي تعطل أي محاولة لمواجهة الأزمات الاقتصادية المتنامية، أو الحد من ضرباتها. فضلا عن المشكلات الاقتصادية الثنائية التي لم تنته بين الولايات المتحدة والصين، ولا تبدو نهاية لها، طالما ظلت في نطاق سياسي أكثر منها اقتصادي.
ارتفاع مستوى التضخم عالميا، وتباطؤ النمو، عاملان قلما يحضران في فترة واحدة. لكنهما يشكلان الآن المشهد الاقتصادي العام.. واليوم ستظهر مشكلة نقص امدادات الحبوب من روسيا بعد تعليق مشاركتها في اتفاق شحن الحبوب لمواقف اوكرانيا وعدم تقيدها ببعض البنود حسب مارشح عن روسيا..
حال المشهد المتوقع لا يسر البال سيئ لدرجة، فالامدادات ستتأثرو؛ وبروز تحدي الا وهو الضعف في التصنيع والخدمات،لأن ارتفاع الأسعار أثر في القدرة الشرائية… وماذا يعني ذلك؟ انخفاض النشاط التجاري بكل مفرداته ، ويعني أيضا تباطؤا حادا في النمو الاقتصادي ومعاناة قد تطول ..
روسيا استبقت تعليق مشاركتها بانها مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة خلال الأشهر الأربعة الكلية ..لكنها لم تحل مشكلة حجم الاحتياجات المتزايد ..
و وحسب ماصدر انه منذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا منذ اشهر مضت ، تم تصدير عدة ملايين من أطنان الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا. .
مؤشرات تنذر بأن الأسوأ قادم ، وسيحصل شح بسلاسل امدادات الحبوب اذا بقيت روسيا على موقفها تعليق مشاركتها ؛ لكن ربما يكون للمجتمع الأممي تدخله ؛ ويحل بعض المسائل العالقة بخصوص اتفاق شحن الحبوب بين روسيا واوكرانيا ..!