عناصر إطفاء حلب خلال الزلزال.. جهود استثنائية ومهام إنسانية

قصص إنسانية حقيقية تعايش معها عناصر فوج إطفاء حلب خلال الزلزال الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي، وأدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات لتشكل وساماً من الإنسانية والأمانة علق على صدورهم.

“شعرت أن على عاتقي إنقاذ عشرات العائلات”، بهذه العبارة يستذكر عنصر فوج إطفاء حلب إبراهيم شواقلي فجر السادس من شباط الماضي يوم الزلزال، حيث قال لمراسل سانا: كان من المنطقي نقل عائلتي الى مكان أكثر أماناً، ولكن شعوري الداخلي كان مختلفاً، وهو الوصول إلى عشرات العائلات المتضررة وبث الطمأنينة في نفوسهم وإنقاذهم من تحت أنقاض منازلهم.

وأضاف: كان عدد الاتصالات هائلاً، وكل دقيقة تمضي علينا استغلالها لإنقاذ المواطنين الأحياء لتبدأ مهمتنا في حي الصالحين عند محاولة إنقاذ إحدى العائلات وهي المهمة التي لا أستطيع نسيانها لأن أكبر حلم للمواطنة العالقة تحت الأنقاض كان إخراج ولديها على حساب حياتها، مؤكداً أنه تمكن برفقة زملائه وعناصر الجيش العربي السوري من إنقاذ الأم وولديها بعد ساعتين من العمل بالأيدي ومباعد الهدروليك والمعدات البدائية.

بدوره رأى عنصر فوج إطفاء حلب جاسم الجاسم أن مهمتهم لم تقتصر على عملية الإنقاذ فقط، إنما بث الطمأنينة في نفوس المواطنين، حيث قال: كنا نعمل إلى جانب إزاحة الركام على بث الأمان لدى كل من يسمعنا صوته، ويؤكد لنا أنه ما زال حياً، وخاصة الأطفال بهدف إبقائهم بوعيهم لحين إنقاذهم، فكان حديثنا مع العالقين منهم بمثابة بصمة في ذاكرتنا، وهم يستذكرون أهم ما يمتلكونه في منزلهم المدمر من جلاء مدرسي أو دمية وغيرها.

وعن عملية الإنقاذ في حي المشارقة، قال عنصر فوج الاطفاء خالد المصري: إنه بعد ورود نداء من الفوج توجهنا بشكل مباشر إلى حي المشارقة لنتفاجأ باندلاع حريق ضخم تحت الأنقاض مع نداء واستغاثة الأهالي، فجاء تعاملنا سريعاً من خلال فرز الفريق إلى قسمين قسم لإخماد الحريق وآخر لإخراج الأحياء الذين كان عددهم في حصيلة أولية 3 مواطنين، من بينهم شاب يحتضن عائلته المتوفية.

وأضاف: كان عددنا قليلاً مقارنة بحجم الكارثة، لذا اعتمدنا على المواطنين في مساعدتنا بعد توجيههم حول كيفية التعامل مع الأنقاض، وعملنا لمدة 5 أيام متواصلة ولم نغادر المكان حتى انتهاء عملية الإنقاذ، لافتاً إلى أنهم وجدوا كذلك مبالغ كبيرة من المال تم تسليمها إلى قسم الشرطة المختص إلى جانب العديد من جرات الغاز وبيدونات البنزين والمازوت.

سانا