أخبار محليةسلايدشريط الأخبار

على ذمة المعنيين دواجننا خالية من الهرمونات.. وعمليات الغش يتم رصدها

الشؤون الصحية: عدم صلاحية تناول أجزاء من الفروج شائعات.. وجمعية حماية المستهلك تحذر من غش الفروج في المداجن والأسواق

يكثر تداول الأحاديث عن أن أغلب الأمراض وخاصة المستعصية منها بات مصدرها بلا أدنى شك الغذاء الذي يتناوله الإنسان، ومن بين هذه الأقاويل ما يشاع ويروج عن إعطاء الدواجن الهرمونات خلال تربيتها كي يسرع نموها ويكبر حجمها بفترة وجيزة، ويحقق المربون من وراء ذلك أرباحاً طائلة ولو على حساب صحة المواطن وحياته، فما مدى صحة هذا الكلام ودقته كي يشعر المستهلك بالاطمئنان ويكون ما يتناوله من طعام غذاء ودواء سليماً؟
بهذا السياق أوضح مدير الصحية الحيوانية في وزارة الزراعة لـ”تشرين” الدكتور باسم محسن أن ما يقال عن إعطاء الفروج الهرمونات ليصبح وزنه فوق 2.5 كغ خلال 45 يوماً ليس صحيحاً إنما هو عملية انتخاب وراثي، فعندما نقارن تربية الفروج البلدي في البيوت ونجده لا يسمن كفروج المداجن، لأن سلالته ليست من سلالة فروج اللحم كالذي يربى في المداجن، وهذه السلالات منتخبة وراثياً من أصول وراثية عالمية وعددها محدود، فأصل الدواجن كلها ناتجة من 2 أو 3 أصول فقط على مستوى العالم كله.
وتابع محسن: في حين الجدات لها 7 أصول في العالم من تقسيم أمَّات الدجاج البيَّاض وأمَّات الفروج اللذين ينتجان الصوص الذي نربيه سواء لإنتاج البيض أم اللحم، ومن هذا التقسيم تتضح القصة، مضيفاً: إن سلالة البيَّاض غير قادرة على إعطاء اللحم، أما سلالة الفروج فلديها ميزة وراثية تحوِّل المادة العلفية إلى بروتين حيواني بنسب مرتفعة، ولهذا تتعرض هذه السلالة لتربية مكثفة ومركزة فيسمن الفروج بهذه الطريقة، نافياً بشكل قاطع استخدام الهرمونات في غذائه أو حقنه لتسمينه، مؤكداً أنه أساساً ليست لدينا في سورية مستحضرات هرمونية ولا نستوردها نهائياً ولا يوجد أي مستحضر هرموني مسجل عندنا، حسب تأكيده.
ويتابع الدكتور محسن بأنه على العكس تماماً، فسورية من الدول القليلة في العالم التي تعتمد على الخلطة الحيوانية و 90٪ مكوناتها نباتية، وبالتالي تعتمد تربية فروج اللحم بالكامل على خلطة علفية نباتية وهي ميزة إيجابية تجعل استهلاك الفروج آمناً غذائياً على عكس بعض الدول التي تدخل البروتين الحيواني في تسمين الفروج.

سورية من الدول القليلة في العالم التي لا تعتمد على الخلطة الحيوانية و 90٪ مكوناتها نباتية

وتطرق إلى مسألة إعطاء الدواجن الأدوية والمضادات الحيوية لكثرة أمراضها وفترة السحب التي تسبق طرح الفروج المذبوح للاستهلاك في الأسواق والتوقف عن إعطائه أي دواء قبل ذلك، مبيناً أهمية هذه النقطة التي تعمل عليها المديرية لكونها موضع جدال وأنه عند ترخيص أي مستحضر بيطري محلي أو أجنبي مستورد يتم التدقيق على فترة السحب والتركيز على ذكرها على لصاقة المستحضر ومسؤولية المربي والطبيب البيطري بعدم تسويق المنتج قبل انقطاع فترة السحب، ولهذا يلجأ الأطباء البيطريون لاستخدام الأدوية ذات فترات السحب المنخفضة لعلاج الفروج والتي تختلف حسب الدواء المستعمل، فبعضها يستغرق يومين وبعضها الآخر لا يحتاج أبداً وتوجد مواد فترة سحبها تحتاج إلى 45 يوماً قبل نزولها إلى السوق للاستهلاك مثلها مثل الأدوية النباتية، فحتى حليب الأبقار التي تناولت الأدوية لا يستهلك.
وختم مدير الصحة الحيوانية حديثه بالقول: عند ترخيص الدواء يتم مراجعة المراجع العالمية لفترة السحب، فإذا وضع المصنع 3 أيام وفي المراجع 7 أيام يتم تثبيتها 7 أيام، فهذه الخطوة تدرس بدقة أثناء الترخيص للمستحضر.

غش الفروج.. الأخطر
بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة بيَّن لـ”تشرين” بعض أشكال غش مادة الفروج وهي من الموضوعات المهمة المتابعة باستمرار، وتكون إما بنقعه أو حقنه بالماء لزيادة وزنه، والأخطر من ذلك نفوق أعداد من الطيور أثناء نقلها للمحافظات نتيجة اختناقها بالحر أو البرد، فلا يتخلص البعض منها بل تذبح ويعاد بيعها بأسعار مخفضة، وهذا أمر بالغ الخطورة على صحة المواطن، فتجب مراقبته والتأكد من أنه تم ذُبح الطيور قبل نفوقها.

حبزة: غش الفروج إما بنقعه أو حقنه بالماء لزيادة وزنه، والأخطر ذبح النافق منه وبيعه بأسعار مخفضة

وقال حبزة: أشد ما نخشاه هو إطعام الطيور بالمداجن أعلافاً فيها فطور نتيجة عدم التخزين الجيد ووجود الرطوبة فيها فتتعفن وإذا انتشر فلن يفيد التعقيم بشيء، وتفرز هذه الفطور السموم (الذيفانات) وتتراكم في كبد الفروج إذا أكلها، وهذه لا تطرح فتتراكم في كبد الإنسان بعد أكلها.
ونصح بانتقاء أصناف صالحة لكون الفروج من الأحياء التي تتضرر كثيراً بأمراض وإصابات، مشيراً إلى إنتاج فروج بوزن ناقص لكونه من المفترض ألا يقل وزنه عن 1.5 كغ بعد تربية 45 يوماً، وعلى المربي الالتزام بذلك وعدم إخراج أفواج قبل أوانها أو التغذية غير الجيدة، معتبراً أن الصوص يحتاج إلى دراسة فنية كاملة لتربيته أصولاً خاصة مع دخول مداجن خاصة وسماح الحكومة لها بالعمل لإنتاج لحم الفروج وضرورة المراقبة الحثيثة لهذا المجال.
ولفت أمين سر الجمعية أيضاً إلى لجوء بعض الباعة إلى غسل الفروج بمادة الكلور لإزالة الرائحة الكريهة من الفروج الفاسد نتيجة انقطاع الكهرباء، ومن لديه الخبرة يعرفه من لونه الزهري أو الموجودة فيه زرقة أو يكشف عليه كالسمك للتأكد من أنه طازج أو فاسد بالضغط عليه بالإصبع فينبغي رجوعه لطبيعته لا أن يظل غائراً أو إذا عليه إصابات، فصور غش الفروج متعددة من حيث الوزن وسلامة استهلاكه وكشفه من اختصاص حماية المستهلك والشؤون الصحية.

بعض الباعة يغسلون الفروج بمادة الكلور لإزالة الرائحة الكريهة من الفروج الفاسد نتيجة انقطاع الكهرباء

شائعات
مدير الشؤون الصحية بدمشق الدكتور قحطان إبراهيم أوضح لـ”تشرين” أن المديرية تأخذ العينات حسب قرار شعبة العينات كما يتلقاها المستهلك كـ”سندويشة الشاورما أو الفروج المشوي وغيره” ولا تأخذ عينات الفروج النيىء، لأن برأيه أغلبية الباعة في المحال والمسالخ يضعون الفروج في الماء وسيغلق أغلبها، مشيراً إلى أنه إلى الآن لم يجد في العينات ما يخالف أو ما يتبقى فيها من أثر، ولا صحة أبداً بإعطاء الهرمونات للدواجن كما يشاع، بل يعتمد على الأعلاف في تغذيتها وكل الأطباء البيطريين يراقبون الوضع الصحي لأفواج التربية.
وعما يروَّج من ضرر تناول بقايا الفروج من جوانح ورقاب والجلد والأرجل لكون هذه الأجزاء تحقن بالأدوية العلاجية، رأى أن هذه شائعات وكلام فارغ، وأكل هذه الأجزاء آمن صحياً واستهلاكها لا ضرر فيه أبداً وهي أرخص ما في الفروج لقلة اللحم فيها ويشتريها البعض لكون بقية الأجزاء غالية السعر.
وقال: إن الشؤون الصحية نشرف على مسالخ دمشق ولديها طبيب بيطري منتدب إليها يراقب ويشرف على الذبح، حيث توجد في دمشق حالياً 8 مسالخ كانت قبل الأزمة في ريف دمشق ونتيجة الظروف انتقل منها حوالي 90٪ وهي آنية، ويتم التمهل لإعادتها إلى الريف من باب الحفاظ على الأسعار كي لا تزيد بحجة أجور النقل فترتفع أكثر ولهذا وبقرار من المحافظة جرى التريث بتركهم وقتياً إلى حين تحسن الأوضاع أكثر، مع التأكيد أنها مراقبة ومستوفية للشروط الصحية.

(صحيفة تشرين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى