سلايدشريط الأخبارمنوعات

ما لا تعرفونه عن التثاؤب.. يعدي وقد يدل على مشاكل صحية

يرى البعض أن التثاؤب قد يكون وسيلة لزيادة اليقظة وتنشيط الجسم

العميد برس:

التثاؤب هو ظاهرة شائعة نشهدها جميعًا في حياتنا اليومية، سواءً كان ذلك عند الشعور بالنعاس، أو الملل، أو حتى عند رؤية شخص آخر يتثاءب.

وعلى الرغم من أن التثاؤب يُعتبر رد فعل طبيعي وغير إرادي، إلا أن الأسباب الكامنة وراءه ما زالت تشكل لغزًا محيرًا للعلماء.

في هذا السياق، يعتقد البعض أن التثاؤب يلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الدماغ، بينما يرى آخرون أنه قد يكون وسيلة لزيادة اليقظة وتنشيط الجسم.

وفي الواقع، وفقًا لمراجعة أجريت عام 2022 لا يزال هناك عدم توافق علمي حول الوظيفة الأساسية للتثاؤب، على الرغم من وجود العديد من الفرضيات بدءًا من آلية تبريد الدماغ وصولًا إلى زيادة اليقظة.

فما هي أبرز الحقائق المرتبطة بالتثاؤب؟

لا يرتبط التثاؤب فقط بالشعور بالنعاس أو التعب
محاربة النعاس والملل

من المعلوم أن التثاؤب يميل إلى الحدوث عندما ننتقل بين اليقظة والنوم، ولهذا السبب غالبًا ما يرتبط بالتعب أو الملل الشديد.

ولكن على الرغم من أن التثاؤب غالبًا ما يحدث عندما نستيقظ أو نغفو، إلا أنه قد يكون مرتبطًا بالنعاس والملل بطريقة أخرى أيضًا.

حول هذا الموضوع يشرح كيفن هوفمان الخبير في طب السمنة لموقع “سليبوبوليس“، أن التثاؤب قد يعمل كآلية لزيادة تدفق الأكسجين خلال أوقات التعب أو الملل، مما يساعدنا على البقاء مستيقظين والحفاظ على الوظائف الإدراكية.

في هذه الحالة، بدلاً من أن يشير التثاؤب إلى النعاس أو أنك غير مهتم بما يحدث حولك، قد يكون بكل بساطة طريقة الدماغ لإعادة تشغيل نظام الجسم.

ويوضح الطبيب: “هذه النظرية تقول إنك تتثاءب عندما تشعر بالنعاس وتحتاج إلى زيادة إيقاظ الدماغ”.

وسيلة تفاعل اجتماعي

أما إذا كنت قد تثاءبت بعد رؤية أو سماع شخص آخر يتثاءب، أو حتى النظر إلى صورة شخص يتثاءب فأنت تختبر ما يعرف بالتثاؤب المعدي.

ووفقًا للأبحاث، هذه ظاهرة موثقة لدى البشر والشمبانزي، وأيضًا لدى الكلاب لكن لا تزال الأسباب غير واضحة ومفهومة بشكل كامل حتى اليوم.

إلا أن إحدى النظريات وفق موقع “هيلث لاين” تقول إن التثاؤب المعدي هو نوع من السلوك الاجتماعي التعاطفي الذي يعمل كإشارة تواصل، وهو شبيه إلى حد ما بالضحك.

ووفقًا لبعض الأبحاث، فإن الجزء من الدماغ المرتبط بالتثاؤب المعدي يتعلق أيضًا بالفهم الاجتماعي والمعالجة الاجتماعية.

ووجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم درجات تعاطف أعلى، والتي تُحدد من خلال قياس تعابير الوجه، والإيماءات، والاستجابات الصوتية لمواقف معينة، يكونون أكثر عرضة لتجربة التثاؤب المعدي. كما وجدت إحدى الدراسات أن النساء كنّ أكثر عرضة له.

تبريد الدماغ

التثاؤب أيضًا يعد آلية لتبريد الدماغ، حيث يقول داعمو هذه النظرية أن التثاؤب العفوي يمكن أن يكون طريقة الدماغ لجلب الهواء البارد إلى نظامنا، مما يخفض درجة حرارة الدم المتدفق إلى الدماغ.

ويقول هوفمان حول هذا الأمر: “قد يعزز هذا التأثير التبريدي اليقظة العقلية والأداء العام”.

في المقابل، تحتاج هذه النظرية إلى المزيد من الأبحاث لكن بعض الخبراء يدعمونها ويقولون إن التثاؤب يحدث بشكل أكبر عندما يكون الجو حارًا، وهو ما قد يكون الوقت الذي يستفيد فيه الدماغ من تدفق الهواء البارد.

تمديد العضلات والرئتين

وتتداخل بعض النظريات الأخرى مع غيرها حول سبب التثاؤب، إذ يتحدث بعض العلماء عن تمديد الرئتين وزيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ.

في هذا الصدد توضح الطبيبة المختصة في طب الأسرة لورا بوردي: “إحدى النظريات هي أنه عندما تتثاءب، تمدد الرئتين وأنسجتها.. هذا يسمح لجسمك أيضًا بتمديد عضلاته ومفاصله. قد يزيد أيضًا تدفق الدم نحو وجهك ودماغك، مما يزيد من اليقظة”.

ويضيف هوفمان أن التثاؤب يمكن أن يلعب دورًا في إعادة ضبط أنظمة التنفس لدينا، مردفًا: “عندما نشعر بالتعب، يتباطأ معدل تنفسنا بشكل طبيعي، ويوفر التثاؤب طريقة لتمديد وتمرين العضلات المشاركة في التنفس.. هذا يساعد على تحسين التهوية وزيادة مستويات الأكسجين في الجسم”.

ما مخاطر التثاؤب المفرط؟

قد يدل التثاؤب المفرط إلى وجود مرض عصبي – غيتي

من جهة ثانية، يميل البالغون إلى التثاؤب حوالي 9 مرات في اليوم، وليس من غير المألوف التثاؤب مرتين أو ثلاث مرات متتالية.

ومع ذلك، يمكن أن يكون التثاؤب المفرط سببًا للقلق بحسب هوفمان الذي يؤكد أن ذلك “قد يشير إلى مشكلات كامنة ترتبط بالحالات العصبية”. وقد تشمل هذه الحالات:

• مرض الباركنسون

• الصرع

• التصلب المتعدد

• السكتة الدماغية

ونظرًا لأن هذه الحالات تؤثر على الدماغ، فقد تحفز بدورها التثاؤب المفرط، والذي يعرف بأنه أكثر من ثلاثة تثاؤبات في فترة لا تتجاوز الـ15 دقيقة بدون محفزات مناسبة وفق “سلبوبوليس”.

ويشرح هوفمان قائلًا: “من المهم أن نلاحظ أن جميع حالات التثاؤب المفرط ليست مقلقة، إذ إن بعض الأفراد لديهم بطبيعة الحال تردد تثاؤب أعلى.. ومع ذلك، إذا كان شخص ما يعاني من زيادة مفاجئة وغير مبررة في التثاؤب، خاصة دون الشعور بالتعب، فمن المستحسن استشارة طبيبه وإجراء تقييم شامل”.

كيف نوقف التثاؤب؟

التنفس العميق

إذا شعرتم بأنكم تتثاءبون بشكل مفرط، جربوا تمارين التنفس العميق من خلال أنفكم.

 قد يكون جسمكم بحاجة إلى المزيد من الأكسجين، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2007 أيضًا أن التنفس عن طريق الأنف يقلل من التثاؤب بما في ذلك التثاؤب المعدي.

التحرك

يمكن أن يساعد كسر الروتين أيضًا في تحفيز عقلكم، إذ تميل مشاعر التعب والملل والتوتر إلى جعل الناس يتثاءبون أكثر.

وقد ينجم التثاؤب المفرط أيضًا عن تناول الكثير من الكافيين، أو التخلص من بعض المواد السامة التي ندخلها إلى جسمنا.

برّد نفسك

يمكنكم أيضًا تجربة المشي بالخارج أو العثور على مكان بدرجة حرارة أكثر برودة، وإذا لم يكن لديكم الوقت الكافي للقيام بذلك، اشربوا بعض الماء البارد أو تناولوا وجبة خفيفة مبردة، مثل الفاكهة أو الجزر الصغير.

وكالات _ترجمات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى